الآلاف اجتاحوا شوارع تيزي وزو وميلة هدد المتقاعدون عبر الوطن بالخروج إلى الشارع بعد 30 نوفمبر الجاري، كآخر مهلة منحوها للحكومة لإقرار الزيادات التي سبق أن أعلنت عنها وزارة العمل، مع تسوية شاملة لباقي المطالب الثمانية المرفوعة، تزامنا مع انطلاق شرارة الاحتجاجات عبر بعض الولايات مثل تيزي وزو وميلة. وحسب ما صرح به الأمين الفيدرالي المكلف بالإعلام، إسماعيل بوكريس، ل''الخبر''، فإن وضع المتقاعدين تطبعه حالة من الغليان، لم تنجح فيها كل المساعي للتهدئة، والوضع مرشح للانفجار في أي لحظة، حيث دشنت ولاية تيزي وزو، أمس، انطلاق التظاهرات المنددة بتماطل الحكومة في تسوية وضعيتهم رغم الوعود المتكررة بمنحهم زيادات معتبرة، على أن تتبعها احتجاجات عبر باقي الولايات تتوج بوثبة وطنية للتعبير عن غضب هذه الشريحة من التهميش الذي طالها خلال السنوات الماضية، واكتفت فيها الحكومة مؤخرا، حسبه، بتطمينات ردا على الاحتجاجات الواسعة على نتائج الثلاثية الأخيرة المنعقدة شهر سبتمبر الماضي. وفي هذا السياق، علق محدثنا: ''لا يعقل أن تستكمل اللجنة عملها منذ شهر ولا يصدر قرار بترسيم الزيادات التي ينتظرها المتقاعدون بشغف''. وأكد المتحدث أن الوضع خرج عن السيطرة، لأن المعنيين توعدوا بتصعيد الاحتجاج والخروج إلى الشارع للتنديد بتأخر الإعلان عن الزيادات التي تمسكوا فيها بألا تقل عن 40 بالمائة وبأثر رجعي انطلاقا من جانفي 2010، وبضرورة استعادة الصندوق لغلاف مالي بقيمة 500 مليار دينار أنفقته في وقت سابق على التقاعد المسبق، ورفع منحة الزوجة المحددة ب1735 دينار حاليا إلى 5 آلاف دينار. وفي ولاية تيزي وزو، خرج حوالي 3 آلاف عامل متقاعد، أمس، في مسيرة حاشدة بشوارع عاصمة الولاية، للتعبير عن استيائهم من المعاشات التي يتقاضونها، مطالبين السلطات العليا للبلاد بالتدخل ورد جميلهم وحفظ كرامتهم، حيث رفعوا شعار ''نطالب بحقوقنا وليس بالصدقة''، في تجمع لهم بالمقر الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، قبل انطلاقهم في مسيرة حاشدة، بداية من العاشرة صباحا، باتجاه مقر مبنى الولاية، شارك فيها متقاعدون من مختلف المناطق، للتعبير عن تذمرهم مما آلت إليها أوضاعهم الاجتماعية التي يعيشونها بعد إحالتهم على التقاعد، بسبب ''شح المعاش'' الذي يتقاضونه. كما ردد المحتجون عبارات تترجم الوضعية المزرية التي يمر بها العمال المتقاعدون الذين يتقاضون 10 آلاف دينار كمعاش، منها ''نعيا سثمليونت''، أي تعبنا من تلقي مليون كمعاش. كما اغتنم المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة الفرصة لانتقاد زعيم المركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، بسبب نتائج الثلاثية الأخيرة التي لم تأت، حسبهم، بالنتائج المرجوة من قبلهم حيث صاحوا ''سيدي السعيد بارا''. أما في ولاية ميلة، فقد نظم أكثر من 300 متقاعد، أمس، اعتصاما أمام مقر الصندوق الوطني للتقاعد، طالبوا من خلاله وزارة العمل والضمان الاجتماعي بالإسراع في تطبيق الزيادات المقررة لصالحهم والتي سبق وأعلن عنها وزير العمل. كما أودع المحتجون عريضة عن المطالب المرفوعة إلى مدير الصندوق الولائي لإيصال مطالبهم للجهات المعنية في أقرب الآجال، قبل الإعلان عن اعتصام مفتوح بداية ديسمبر المقبل أمام مبنى الصندوق ومنع عماله من الالتحاق بمكاتبهم.