حقٌّ لمَن عرف القرآن وعرَف المتكلِّم به، أن يكون كذلك وعلى أتمٍّ من ذلك، كيف وقد قال الله تعالى: ''لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيتَهُ خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله وتلك الأمثالُ نضرِبُها للنّاس لعلّهمُ يتفكّرون'' الحشر21، فإذا كان هكذا يكون حال الجبل مع جموده وصلابته ونزعيه القرآن، فكيف يكون حال الإنسان الضعيف المخلوق من ماء وطين لولا غفلة القلوب وقسوتها، وقلّة معرفتها بعظمة الله وعزِّه وجلاله. وقال تعالى في وصف الخاشعين من عباده عند تلاوة كتابه: ''... إنّ الّذين أُوتوا العِلم من قبلِه إذا يُتلى عليهم يخرُّون للأذقان سُجّداً. ويقولون سبحانَ ربِّنا إنْ كان وَعْدُ ربِّنا لمفعولاً. ويخرُّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً'' الإسراء .109-107