عكست مواقف المتدخلين في ''مؤتمر الطوارئ الدولي'' ضد التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، المنتظم بالجزائر، رؤية الدبلوماسية الجزائرية في تعاطيها مع الملف العربي والإقليمي الموسوم ب''التدخلات الأجنبية''. واتفق المتدخلون الأجانب من بين ال105 مشارك في المؤتمر، كليا مع ما تضمنه خطاب حنون، الذي عكس، عن قصد أو عن غير قصد، موقف الحكومة الجزائرية حيال الحاصل في المنطقة العربية من ''ثورات''، تطبيقا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الرؤية حملها، أحد المتدخلين الفرنسيين ''لوسيان غوتيه'' الناشط الحقوقي والإعلامي، الذي قال ''نحن ضد التدخل ونريد أن تقوم الشعوب بتغيير أوضاعها بإرادتها وفقط، ولا نرفض إعادة إنتاج عراق جديدة أو أفغانستان جديدة أو ليبيا جديدة''، بينما صرح نشطاء آخرون، على هامش التدخلات، أن الموقف الجزائري ورغم عدم فهمه لدى البعض، إيجابي، فيما يتعلق برفض تدخل حلف الناتو في ليبيا. الفكرة التي خاضت فيها حنون، مطوّلا، قالت فيها ''إن التحالفات الدولية تحت لواء الناتو، تريد عسكرة المناطق، لتحقيق هدف إقامة قواعد عسكرية ومضاعفة مناطق النزاعات''. وبدت حنون بحاجة إلى أجوبة، في تطرقها إلى مستقبل الوضع في ليبيا، ومستقبل ''جيران ليبيا'' بينها الجزائر في ضوء تلك النزاعات، فقالت إن ''منطقة الساحل مهددة في أمنها واستقرارها، بسبب انتشار الأسلحة الليبية وتضاعف تواجد الجماعات المسلحة''، وأضافت: ''نحن أمام مستقبل مشؤوم ومشكوك فيه، في ظل انتشار مليون قطعة سلاح في طرابلس لوحدها''، وعادت إلى الجزائر بالقول ''إنها مستهدفة فعلا بسبب التدخل الأجنبي في ليبيا، وهي تئن تحت الضغوط وابتزاز القوى العظمى، أعابت عليها انتهاج التصحيحات، وتبنّي حق الشفعة ورفضها قاعدة أفريكوم، وهؤلاء يلهثون وراء أموال برنامج الإنعاش الاقتصادي''. ولم تتفاءل حنون بنجاح التيار الإسلامي، الذي امتطى الحكم في تونس ومصر والمغرب، وقالت إنه إذا نجح ''سوف ينجح بقرار أمريكي''، وأن أمريكا جعلت منطقتي المغرب والمشرق تتبع النموذج الإسلامي التركي بمباركة من فرنسا. فيما رمت في ساحة المشاركين مقترحا سوف يصادق عليه المؤتمر، ويتعلق بتشكيل لجنة لليقظة للاستعداد الدائم والتحرك ''سويا'' لحماية الدول من التدخلات. من جهته، أكد سيدي سعيد أن الدول الغربية التي تتدخل في شؤوننا، ''تأخذ ما تريد وتترك مالا تريد'' وأن ''الشعوب وحدها من يقرر مصيرها''.