اعترفت وكالة المخابرات الأمريكية بأن انسحاب الجيش الأمريكي قلص من نفوذ واشنطن في العراق، واعتبرت أن انتشار الفوضى في بلاد الرافدين هو ''في مصلحة إيران التي تريد أن تزيد نفوذها في المنطقة''، محذرة من أن ''المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق يمكن أن تتحول إلى عنف طائفي بعد انسحاب القوات الأمريكية''. وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب ''ما يحدث يجب أن لا يكون مفاجأة لأحد''، وأضاف في مقابلة مع رويترز ''هذا الانسحاب السريع المفاجئ وعدم وجود قوات على الأرض سيخلق الفراغ الذي سيملؤه هذا النوع من المشاكل التي نراها''. وسقط أمس الأول 72 قتيلا في تفجيرات بالعاصمة العراقية بغداد، تعتقد تقييمات أمريكية أولية بأنها من تدبير ميليشيات سنية أغضبتها الاتهامات الموجهة إلى نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي، والذي أصدر رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي أمرا باعتقاله بتهمة التورط في أعمال إرهابية بعد يوم واحد من الانسحاب الأمريكي. وعلقت قائمة ''العراقية'' (82 نائبا من بين 325)، التي يتزعمها طارق الهاشمي مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (تسعة وزراء) واتهم طارق الهاشمي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة مع مجلة ''فورن بوليسي'' الأمريكية بأنه ''سيطر على المؤسسات الرئيسية في العراق ويتمتع في الوقت نفسه بدعم الولاياتالمتحدةوإيران''. وأكد الهاشمي أن ''نوري المالكي للأسف يقلد الكثير من سلوكيات صدام ولا يأبه للعدالة''، معتبرا أن ''المالكي مصمم على إدارة البلاد في شكل عنيف وسيء، وليس هناك أدنى فرصة ليتوصل إلى حل الأزمة في المستقبل القريب''. وفي سياق ذي صلة، أكد النائب العراقي سابقا ورئيس حزب الأمة مثال الألوسي أنه حرك دعوى في بغداد أمس الأول ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي المطلوب للقضاء على خلفية قضايا ''تتعلق بالإرهاب''، وذلك بتهمة ''التستر على مجرم'' قتل نجليه، وكان القضاء العراقي وجه في 2007 اتهامات إلى وزير الثقافة السابق أسعد الهاشمي وهو قريب طارق الهاشمي في قضية مقتل نجلي الألوسي في هجوم مسلح في الثامن فيفري 2005، وحسب الألوسي فإن الوزير تمكن من الفرار إلى خارج البلاد بمساعدة من نائب رئيس الجمهورية.