أفاد سعيد سعدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بأن التغيير الذي أجري على رأس إحدى أهم مصالح الاستخبارات ''مؤشر على التلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية، وحتى الانتخابات الرئاسية المقبلة''. في إشارة إلى تعيين الجنرال بشير طرطاق في المصلحة المضادة للجوسسة، خلفا للجنرال عبد القادر خرفي المعروف باسم ''الجنرال أحمد''. نشر سعدي رسالة على الموقع الإلكتروني للأرسيدي أمس، بمناسبة انقضاء عام وحلول عام جديد، تشدد فيها ضد المسؤولين في السلطة ''الذين يعانون من عزلة دولية، ويستمرون في التنكر للواقع ويشترون بقاءهم في السلطة لدى أهم شركاء الجزائر، من خلال بيع سيادتنا الاقتصادية بأبخس الأثمان''. ويتهم سعدي النظام ب''اللعب على وتر الضرر الإسلامي الذي مكنوه من الرعاية منذ سنوات طويلة، بغرض الاستفادة من تعاونه في المجال الأمني''. ويقول سعدي إن البلاد توجد في ''وضع الأمر الواقع، تم التأكيد عليه بواسطة قوانين تقتل الحريات زكاها برلمان وإرادة في المماطلة، بهدف الحد من نطاق مراقبة دولية مكثفة وذات نوعية (للانتخابات التشريعية المقبلة). وتجلى ذلك خاصة عبر رفض تطهير القوائم الانتخابية وطريقة توزيع وتنظيم مراكز ومكاتب الاقتراع''. ويرى سعدي أن استبدال قائد جهاز الأمن الداخلي ''الجنرال أحمد''، بالجنرال بشير طرطاق، من دون ذكرهما بالاسم، ''يؤشر على التلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية وحتى الرئاسية''. ولم يوضح زعيم الأرسيدي كيف يكون لهذا التغيير تداعيات على استحقاقي 2012 و.2014 ويصف سعدي الترخيص المرتقب لأحزاب سياسية جديدة، ب''تلويث للساحة السياسية''. ويتم ذلك حسبه، ''بواسطة أعوان يخدمون النظام، بينما يفترض أن بعضهم يقبع في السجن منذ زمان''. ولا يوضح سعدي من هؤلاء بالتحديد. وأضاف رئيس الأرسيدي ''ستكون سنة 2012 أكثر حسما، فالقمع والرشوة اللذان يعتبران ضرع النظام، تجاوزتهما حركة التاريخ وأدانتهما''. وبخصوص التغيرات التي يشهدها العالم، يقول سعيد سعدي ''كان عام 2011 مفصليا بالنسبة للمعارك من أجل الديمقراطية، فقد سقطت عدة أنظمة ديكتاتورية في منطقتنا، وفي أبيدجان يمثل اليوم طاغية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفي بيرمانيا أجبر نظام مغلق منذ عشرات السنين على الانفتاح. أما النظام الثيوقراطي في طهران فيتعرض للضرب من طرف المجتمع خاصة شبابه ونسائه. وحتى روسيا، آخر مظلة للدكتاتوريين، تهتز تحت الاحتجاج.. وفي كل مناطق العالم التي عرفت هذه الاضطرابات، انحاز النظام الجزائري للطرف المتعسف وللمجرمين الذين قتلوا شعوبهم ونهبوا بلدانهم''. وعاد سعدي إلى حركة الاحتجاج التي قادها مطلع العام، فقال عنها أن النظام ''واجهها بتعزيزات أمنية شبيهة بتصرف القوى الاستعمارية أثناء معركة الجزائر العاصمة''.