أفاد محمد الصغير باباس، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، أن المسؤولين الجزائريين ''فقدوا الصلة بالناس''، وأنه اكتشف من جولات استماع لجزائريين عبر محطات جهوية أن ''زعماء البلاد انعزلوا عن الشعب''، ولفت إلى مظاهر غضب بسبب مركزية القرارات وتهميش المجتمعات المحلية. وقال محمد الصغير باباس، في ختام جولات جهوية عقدها للاستماع لآراء المواطنين، إن ''زعماء البلاد انعزلوا عن الشعب الذي يتزايد غضبه من البطالة والتعقيدات الإدارية وأزمة المساكن''. وذكر في حوار مع وكالة ''رويترز'' أن المسؤولين الجزائريين ''فقدوا الصلة بالناس''، ودعا إلى إعادة الاتصال بالمواطنين مجددا، مضيفا أن ''إجراء تغييرات جذرية وإصلاحات عميقة أمر ضروري لإعادة الروابط مع الشعب''. وتولى محمد الصغير باباس مهمة استطلاع آراء الشباب والمواطنين وأعضاء الحركة الجمعوية المحلية حول التنمية المحلية، عبر جلسات مفتوحة، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية، في ماي الماضي، تكليف ''الكناس'' بإدارة مشاورات مع كفاءات تمثل المواطنين ومنتخبين محليين وممثلين عن الإدارة المحلية. وقبل بداية تلك الجلسات بأسابيع، أبدى باباس بعض الاطلاع على انشغالات الشارع، لكنه عزل الحالة الجزائرية عن الوضع الذي سبق الثورات في تونس ومصر وليبيا، وقال يومها إن ''الغليان الاجتماعي موجود ويستدعي التغيير العاجل''. ويعد باباس تقريرا بتكليف من الرئاسة لتحديد بواعث القلق في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بالجزائر. وقال إن ''المطالب بالتغيير الجذري ضخمة، وأن الناس يريدون أن يروا طريقة جديدة في الحكم''. وأعطى باباس انطباعا وكأنه يحذر الحكومة من تزايد الغضب، قائلا إن ''الناس ما يزالون غير راضين ويطالبون بفرص عمل ومساكن وإجراءات إدارية أقل ومعيشة أفضل''. وذكر باباس أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ''طلب منه أن يتجول في البلد ويتحدث إلى الناس، خصوصا الذين يمثلون المجتمع المدني، وأن يحدد أسباب استمرار عدم رضا المواطنين رغم استثمار مليارات الدولارات في برامج اقتصادية واجتماعية''. ونقل باباس أهم ما اكتشفه، رغم أنها حقيقة معروفة لدى العامة والخاصة، أن ''الزعماء الجزائريين فقدوا الصلة بالناس''، ودعا إلى ''إجراء تغييرات جذرية وإصلاحات عميقة وهي أمر ضروري لإعادة الروابط مع الشعب''. وذكر أن الناس غاضبون بصفة خاصة من نظام المركزية في صنع القرار، الذي يتجاهل مطالب المجتمعات المحلية في الكثير من الأحيان. وقال إن ذلك ينبغي أن يتغير سريعا، وأن الناس ضاقوا ذرعا، مشيرا.