كشف محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن رئيس الجمهورية قال في توصياته للمجلس، بالحرف الواحد ''خليو الشعب يهدر'' على أن تسجل كل المشاكل التي يطرحها المواطن، لجان الأحياء وجمعيات المجتمع المدني خلال اجتماعات المجالس الجهوية قبل تحويلها على المجلس الوطني. وقال باباس في رده على سؤال ''النهار'' المتعلق بتوجيهات رئيس الجمهورية للمجلس الوطني والاجتماعي بخصوص الجلسات التي انتهت أمس، والتي توجهت أساسا للجماعات المحلية، إنه قال له شخصيا ''خليو الشعب يهدر'' بمعنى السماح للمواطنين بالتعبير عن ما يخالجهم والابتعاد عن عقلية الكبت، وإدراج كل انشغالات المواطنين وهيئات المجتمع المدني من طلبة بطالين، شباب وكهول وفتح المجال أمام الجميع، قصد الوصول إلى قاعدة من التوصيات التي تخرج الجزائر من الأزمة التي تعيشها في الوقت الراهن بعد سلسلة من الاحتجاجات والحراك الشعبي الاجتماعي التي شهدتها الجزائر منذ السنة الماضية، وأكد ذات المتحدث أن رئيس الجمهورية حث على ضرورة دفع الكفاءات الجزائرية إلى رفع انشغالات قوية وجدية خلال انعقاد المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي للوصول إلى تغييرات جذرية وتكييف هذه المقترحات للعمل بها في النظام الاقتصادي الجزائر والاجتماعي، للتخلص من التبعية للبترول الذي أصبح بمثابة حجر عثرة في مجال تطور الجزائر مثلما صرح به محمد الصغير باباس قائلا ''البترول اليوم هو الذي جعل الجزائر تتوقف عن التفكير في سياسة التصنيع والزراعة''. وقال ذات المتحدث، إن هذه التوصيات سيتم غربلتها بشكل دوري وسيتم الاجتماع برئيس الجمهورية كل ستة أشهر قصد اطلاعه على آخر المستجدات المتعلقة بالتوصيات الوطنية التي تأتي من مقترحات نخبة المجتمع الجزائري من طلبة أساتذة جامعيين وغيرها من الكفاءات الوطنية، مضيفا أن رئيس الجمهورية خلال المرحلة القادمة سيجعل كل مسؤول يأخذ على عاتقه المسؤولية اللازمة كل حسب اختصاصه باعتبارها مرحلة انتقالية فاصلة، مؤكدا على ضرورة التحرك قبل وقوع ما لا يحمد عقباه في المجتمع الجزائري بعد تزايد عدد الاحتجاجات واشتعال الجبهة الاجتماعية أكثر من مرة، وأكد باباس أن رئيس الجمهورية قال ''خذوا حريتكم وامنحوني توصيات قوية لأرفعها على مجلس الحكومة وتطبق فيما بعد على أرض الواقع''. وتحدث ذات المسؤول عن إرادة جادة من رئيس الجمهورية في تغييرات جذرية على مختلف الأصعدة والمجالات، سواء كانت اجتماعية سياسية أو اقتصادية، وهو ما جعل المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي يطلب من كل شرائح المجتمع الاشتراك في هذه الإصلاحات والندوات التي اعتبرها سابقة في تاريخ الجزائر، وانتقد في ذات الشأن النماذج الفاشلة في التسيير المستوردة من البلدان الأجنبية ''قائلا عندما نفشل نحن في تطبيق البرامج المستوردة ننتظر 20 سنة أخرى من أجل إعادة الانطلاق غير أن البلدان الغربية تعيد لم شملها سريعا'' وهو ما يلزم الحكومة الجزائرية بإشراك كل شرائح المجتمع في هذه التعديلات الجذرية. باباس'' البحبوحة التي تعيش فيها الجزائر نسبية'' أكد محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن البحبوحة التي تعيش فيها الجزائر حاليا والتي تعود في الأصل إلى الارتفاع الملحوظ في سعر البرميل من النفط في السوق العالمية لن تدوم طويلا لأنها نسبية ولا تأتي من الاقتصاد الذي يعتمد على عدة قطاعات، مشيرا إلى أن الرئيس يهدف من خلال هذه الإصلاحات الجذرية للرفع من نسبة الاعتماد على الصناعة والزراعة في عائدات الاقتصاد الوطني، مضيفا أن هذه البحبوحة التي تم جمعها على مدى سنوات مرشحة للزوال بعد سنوات قليلة وبعدها نجد أنفسنا في مواجهة اقتصاد وعائدات لا تسمن ولا تغني من جوع وعن كيفية إدراج هذه الإصلاحات وتطبيقها على أرض الواقع قال محمد الصغير باباس أن بعض التوصيات أكيد ستحتاج إلى تعديلات قبل إدراجها في مشاريع مراسيم تنفيذية، فيما سيتم إدراج توصيات أخرى مقابل إلغاء بعض التشريعات والمراسيم لتتماش مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي للجزائر.