نظمت نقابة الصحفيين التونسيين أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة بساحة القصبة، احتجاجا على التعيينات الأخيرة التي قامت بها الحكومة كتعيين شخصيات على رأس إدارة التلفزيون ووكالة تونس إفريقيا للأنباء اتهمت بالتعاون مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وشهدت الوقفة رفع شعارات منددة بهذه التعيينات ومطالبة باستقلالية الإعلام، وضرورة إشراك المكتب التنفيذي للنقابة في كل عملية إصلاحية تخص المهنة مع استشارتها في التعيينات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأسماء التي تقلّدت مسؤوليات في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي وكذلك ما قاله زعيم حركة النهضة الفائزة بأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي، الشيخ راشد الغنوشي، بخصوص الإعلام مخاوف الصحافيين من العودة بالإعلام إلى زمن الوصاية والعمل بالتعليمات الفوقية وهو ما لم يستسغه رجال المهنة بتونس، على اعتبار أن رئيس الحكومة أكد في تصريح للإذاعة التونسية على أن يكون الإعلام في تناسق تام مع خيار الشعب التونسي وصناديق الاقتراع، وهو ما تم تفسيره على أن الحكومة ترغب في أن توجه الإعلام العمومي نحو ما يخدم مصالحها وبرامجها التنموية. وأدت هذه التصريحات إلى زيادة احتمال وجود طبخة سياسية تستهدف حرية الصحافة بتونس والتي وجدت راحة أكبر في معالجة الأوضاع السياسية والأمنية بعد رحيل الرئيس السابق من الحكم، عكس بيان نقابة الصحافيين الذي استهجن تصريح الوزير الأول بخصوص الإعلام. مؤكدا أن هذا التصريح غير مقبول وقد يضرب حرية الصحافة، رغم تأكيد رئيس الحكومة المنتخبة على ضرورة الإبقاء على مكسب حرية الإعلام والصحافة.
