فارق، محمّد السوسدي، الحياة، مساء الثلاثاء، بالدارالبيضاء المغربية، عن عمر يناهز 60 سنة، لتفقد مجموعة ''لمشاهب'' الفناوية، واحدا من أبرز أعمدتها، بعد أن أسهب في بناء مجدها وشهرتها، التي تجاوزت الحدود المغربية. وكانت مجموعة ''لمشاهب'' ستحل ضيفة شرف على المهرجان الوطني لأغنية الفناوي، الذي يحتضنه ملعب '' النصر'' ببشار، شهر ماي المقبل، إلا أن تعدادها سيكون ناقصا هذه المرة، إن حطت الرحال بالفعاليات، بعد فقدانها شهابا لطالما صنع التميز على الخشبة. وتعتبر أغنية ''واحيدوس'' من أبرز أغاني الراحل، وهو الذي غنى رفقة أعضاء فرقته ''لمشاهب''، التي التحق بها عام 1974، عن تيمات عدة، تتعلق بالحب والحياة والتسامح والسلام، فأتحف عشاق عالم الفناوي عامة، و''لمشاهب'' خاصة، بأغانيه الاجتماعية والوطنية، وكذا العربية، على غرار ''فلسطين''، ''الغادي بعيد''، ''الليل''، إضافة إلى ''طبايع الناس''، ''بغيت بلادي'' و''داويني''. وصنع صوت السوسدي التميز لدى مشاركته الفردية بموسكو بأغنية ''حمودة''، حيث توج بجائزة أحسن صوت في إحدى المسابقات الفنية، التي شارك فيها العديد من الفنانين العالميين. يُذكر أن الراحل محمد السوسدي، ولد سنة 1952، بحي كاسطور بالحي المحمدي في الدارالبيضاء المغربية، ومارس منذ طفولته التمثيل مع مسرح ''الخلود'' بالحي المحمدي، لينضم بعدها إلى مجموعة حسن السوداني، إذ كان يؤدي مقاطع من الأغاني الهندية التي كان يتقنها بين المشاهد المسرحية. في سنة 1969 افتك السوسدي جائزة أحسن صوت، بعد أدائه لأغنية ''دوستي'' بالهندية، في برنامج المسابقات التلفزيوني ''الوقت الثالث''، والتحق بعد ذلك بمسرح الطيب الصديقي، وشارك معه في العديد من الأعمال المسرحية، إلى غاية سنة 1972، حيث ولج عالم المجموعات الغنائية مع المجموعة التي أُطلق عليها اسم ''أهل الجودة''، وكانت تضم بالإضافة إلى مؤسسها مبارك الشادلي، عبد الرحيم معلمي، وصلاح نور، وسعيد سعد، والصوت النسوي حليمة.