نظام الأسد يروج للمناطق المحررة لتبرير القتل على نطاق واسع قال عضو الأمانة الوطنية للمجلس الوطني السوري الدكتور شادي جنيد في حوار ل''الخبر'' من فرنسا، إنه لا وجود لمناطق محررة خاضعة للجيش السوري الحر ما لم يتم فرض حظر جوي على سوريا وتوفير مناطق آمنة للمعارضة، داعيا روسيا إلى وقف دعمها لنظام بشار الأسد. هل الحديث عن المناطق المحررة يعني أن المعارضة السورية تتجه نحو عسكرة الثورة؟ لا توجد هناك مناطق محررة وإنما هناك مناطق انسحب منها الجيش الأسدي لضرب مناطق أخرى بقوة أكبر، بدليل أن بلدة دوما (في ريف دمشق) التي كانت خاضعة للجيش السوري الحر دخلتها عصابات الأسد في يوم واحد وفتشوها بيتا بيتا، فما دام المجتمع الدولي لم يفرض حظرا جويا فلن يكون هناك مناطق آمنة، لذلك فعصابات الأسد تروج للمناطق المحررة لتبرير دعايتها حول وجود مجموعات مسلحة حتى يكون بإمكانها القيام بعمليات أكثر تنظيما وضربات قوية جدا يسقط فيها عدد كبير من المواطنين السوريين، وهذا ما يفسر سقوط 55 قتيلا في حمص منذ أيام فقط. هل تعتقدون بأن المبادرة العربية بإمكانها إيجاد حل سلمي للوضع في سوريا؟ الثورة السورية الآن في شهرها الحادي عشر ولا تزال مستمرة، والخطة العربية حصرت الأسد وروسيا في الزاوية لأن روسيا قالت إنها تقبل بحل يأتي عن طريق الجامعة العربية، ونحن كمعارضة سورية قبلنا بالمبادرة العربية التي تدعو بشار الأسد إلى تسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع ريثما تجرى الحكومة الانتقالية انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة. ولكن هل تنحية رأس النظام تعني زوال النظام كلية، أو قدرة على ما تبقى منه تنظيم انتخابات نزيهة؟ هي حكومة انتقالية وفاروق الشرع ليس ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، ونحن قبلنا بانتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى تغيير حقيقي، ولسنا على استعداد للمشاركة في مسرحية انتخابية يشرف عليها النظام، أما إذا كانت هناك ضمانات دولية لإجراء انتخابات حرة فلم لا، خاصة وأن المبادرة العربية تضمنت 9 بنود أهمها تنظيم انتخابات نزيهة خلال فترة محددة تحت إشراف دولي. لكن النظام الروسي رفض المبادرة العربية، ألا يعني ذلك أنها ولدت ميتة؟ في هذه الحالة على روسيا أن تتحمل مسؤوليتها في مجلس الأمن، وأن تسحب يدها ودعمها السياسي والعسكري لنظام بشار الأسد، فلم يعد لروسيا ما تتحجج به أمام رفض الأسد للمبادرة العربية، والأمر ينطبق على الصين، والملف الآن موجود في مجلس الأمن، وسيعقد الاجتماع هذا السبت.