روى البخاري بسنده أن عروة بن مسعود قال: ''فَوَ الله! ما تَنَخَّمَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نخامة إلاّ وقعت في كفِّ رجلٍ منهم، فَدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمْرَهُ، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلَّم خفضوا أصواتهم عنده''، ثمّ قال: ''أي قوم! والله! لقد وفدت على الملوك؛ وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله! إن رأيت ملِكاً قط يُعظِّمَه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد محمّداً''. وفي صحيح مسلم عن أنس قال: أتَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الجمرة بمنى فرماها ثمّ أتى منزله بمنى ونحر وقال الحلاَّق: خُذ هذا وأشار إلى جانبه الأيمن ثمّ الأيسر ثمّ جعل يعطيه الناس''. روى ابن إسحاق كما في كتاب الشِّفَا للقاضي عياض أن امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أُحد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: ما فعل رسول الله؟ قالوا: خيراً هو بحمد الله وكما تحبين، فقالت: أرونيه حتّى أنظر إليه، فلمّا رأته قالت: كلّ مصيبة بعدك جَلَل (أي صغيرة) يا رسول الله.