تأسف الكاتب محمد بلحي، أول أمس، عند تقديم كتابه الأخير ''بسكرة مرآة الصحراء''، على سنوات المجد الضائع لمدينة بسكرة، التي فقدت مكانتها السياحية بعد أن كسبتها على مر الحقب التاريخية الماضية، وجعلتها قبلة للسياح والمشاهير. ومكنت جلسة التكريم التي احتضنتها قاعة الفكر والأدب، المنظمة من طرف بلدية بسكرة، احتفاء بالإصدار الجديد للكاتب محمد بلحي، الناطق باللغة الفرنسية، من العودة بالذاكرة إلى الماضي العريق لعروس الزيبان، حيث يبرز الكاتب أن بسكرة سجلت اسمها بأحرف من ذهب، وتحولت خلال القرنين التاسع عشر والعشرون، إلى مقصد كبار الفنانين والكتّاب و الشعراء، أين زارتها ابنة عم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل كلارشيريدان، التي أعجبت بها ومكثت بها 10 سنوات كاملة من 1926 إلى ,1936 وعادت إليها لتستمتع بالحياة البسيطة لسكان الصحراء وتؤرخ لها في كتابات مزجت بين الرومانسية والتاريخ. ويكشف بلحي في كتابه الصادر عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، عن العديد من المحطات التي عرفتها منطقة بسكرة، حيث دافع عن حقيقة عرش أولاد نايل، وعن الأكاذيب التي حاولت فرنسا إلصاقها به، نافيا أن يكون الفيلسوف كارل ماركس قد زار بسكرة، ونفس الشيء بالنسبة لأصل تسمية ''فيسيرا'' إذ يدعي الفرنسيون أنه فرنسي. وحسبه، أن ذلك يعود إلى كلمة بلهجة أمازيغية قديمة، مما جعل الكاتب يلحّ على ضرورة إعادة قراءة التاريخ لتصحيح الأخطاء. ودعا الحضور في جلسة النقاش، إلى تثمين ما جاء في الكتاب، والمحافظة على الإرث الحضاري لعروس الزيبان، أملا في استرجاع مجدها الضائع.