تلقى المواطنون رسالة ''فليكسي'' نصية من وزير الداخلية تحثهم على الانتخاب. وتحمل هذه الرسائل حالة الذعر التي تنتاب فريق أويحيى من عقاب جماعي سمته العزوف خلال تشريعيات الربيع ''الجزائري''. وتكشف رسائل ولد قابلية في ظاهرها وباطنها عجزا كبيرا في جسور التواصل بين الحكومة و''شعبها''، بعد أن كانت هذه الحكومة قد ''حاورت'' رجال ونساء التربية، الأطباء، منتسبي الحرس البلدي، البطالين وبقية الفئات بالعصي والقنابل المسيلة للدموع خلال سنة من الاحتجاجات المتعلقة بدفتر أعباء لا يخرج في جوهره عن تردي الحالة الاجتماعية والمهنية للطبقة المتوسطة. ولا يفيد الأمر كثيرا في الدخول في مشاحنات حول عدد الاحتجاجات التي بلغت، حسب تقارير إعلامية، السبعين ألف احتجاج خلال السنة المنصرمة، لكن سيبقى حجم الاحتجاج مؤشرا خطيرا سواء كان أكبر من السبعين ألفا أو أقل. وإذا سمح الوزير ''بنصيحة'' مواطن بسيط وإن كان مسؤولونا كعادتهم يعاملون مواطنيهم ''كرعية'' قاصر على التمييز بين مصالحها، فإنه من موقعي المتواضع جدا، فقد كان أجدر بالشرطي الأول أن تقتصر رسالة ''فليكسي'' على 1541 مير الموزعين على ولايات الجمهورية، ليسألهم عن أسباب العزوف، وكذا نواب التحالف وبعض أشباه نواب المعارضة. ليعرف الوزير أن الكثير من المنتخبين ورؤساء الدوائر يعلقون في بلديات ''الكل يعرف الكل'' قوائم السكنات الاجتماعية ليلا ويجد المواطنون أنفسهم نهارا في حوار قاس مع قوات مكافحة الشغب. ولا أظن أن وزير الداخلية يجهل أن الكثير من الذين وصلتهم رسائله عبر هواتفهم'' في البلديات النائية، يحفظون عن ظهر قلب قائمة المستفيدين من منحة الشبكة الاجتماعية، الضئيلة أصلا. ويعرف كل الذين وصلهم فليكسي الوزير أن أميارهم ونوابهم دخلوا قبل خمس سنوات البلديات وغرف البرلمان مواطنين بسطاء، وهم يخرجون منها اليوم ومظاهر الثراء ونعمة الريع تزكم الأنوف سواء على شكل عقارات أو مقاولات ضخمة. وسواء اتفقنا مع خطاب الرئيس الأخير أو اختلفنا، فإنه هو الآخر حمل جزءا من فشل برامجه ''للمنتخبين المحليين''. ولا أظن أن وزير الداخلية وحكومة التحالف الرئاسي يجهلون عدد الأميار والمنتخبين الذين وصلت فضائحهم لأروقة العدالة سواء من التحالف أو من خارجه. ولا أعتقد أن جزائريا واحدا يجهل أن المنتخبين المحليين ونواب الولايات وصلوا لهذه المواقع خارج إرادة قياداتهم المركزية. ولا أعتقد أيضا أن فيه جزائريا تابع نشاط الغرفتين لا يعرف أن ''ممثليه'' رفعوا اليد اليسرى لقوانين واليمنى لنصوص أخرى. وقد لا يتبادر لذهن وزير الداخلية أن أكثر من مئة نائب في البرلمان لم يقرأوا رسالة فليكسي، ليس كموقف من الوزير، بل لأن هؤلاء النواب لم يدخلوا المدرسة في حياتهم. أما عدد الذين لم يقرأوا رسالة ولد قابلية وسط الأميار والمنتخبين فعلمهم عند ربي. [email protected]