انتقد المواطنون تأخر وغياب الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الجزائري عن تقديم المساعدات للعائلات التي لا تزال محاصرة في القرى والمداشر عبر 20 ولاية، واعتبروا بأن الأمر يدعو للقلق، خصوصا وأن مثل هذه الجمعيات لا تتحرك إلا خلال شهر رمضان، في الوقت الذي يموت فيه المواطنون بسبب رداءة الأحوال الجوية. على الرغم من حالة ''الطوارئ'' غير المعلنة، التي أبقت العواصف الثلجية عليها عبر عدة ولايات، غابت الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الجزائري في مقدمتهم، وكذا الكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث صب المواطنون في تيزي وزو والمدية وبجاية وجيجل جام غضبهم على الجمعيات الخيرية التي لم يكن لها أي وجود وأثر لإغاثتهم وتقديم المساعدة والمؤونة للعائلات المنكوبة والمحاصرة بالثلوج، منذ أكثر من أسبوع. وأفاد عدد من المواطنين، في اتصال أجرته معهم ''الخبر''، بأن ''لا الهلال الأحمر ولا الكشافة والجمعيات الخيرية وجد لها أثر في تيزي وزو، رغم أننا منكوبون''. وأوضح أحدهم ''الغريب في الأمر أن هذه الجمعيات لا تتواجد إلا في شهر رمضان، رغم أن الوضع الاستثنائي يتطلب تجندهم جنبا إلى جنب مع أعوان البلديات والأشغال العمومية والأمن الوطني والجيش والدرك الوطني''. وغابت مظاهر التضامن وتقديم المساعدات التي تتمثل في المواد الغذائية والألبسة والأغطية للعائلات المحاصرة بالثلوج، وهو ما دفع بالمواطنين للتساؤل عن دور هذه الجمعيات والجدوى من اعتماد الآلاف منها، في الوقت الذي تغيب فيه عن الميدان والعمل الخيري، الذي وجدت من أجله أصلا. وأوضح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، في تصريح ل''الخبر''، بأن ''الكشافة واقفة مع السلطات، وهي مستعدة لمرافقة تقديم مؤونة وأي مساعدات''. وأضاف ''الأنشطة على المستوى المحلي منتشرة بفرقها وشعبها، حيث يتم تقديم مساعدة للغذاء وتوزيع المؤونة''. أما رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو بن زفير، فأشار إلى أن ''الهلال الأحمر يقوم حاليا بتجميع الهبات والمساعدات لتوزيعها على المواطنين في المناطق المنكوبة''. وأضاف ''العملية تمت في برج بوعريريج، وهي ستشمل بقية الولايات أيضا''. وتحدث حاج حمو المتواجد في الحدود الجزائرية المالية عن العمليات التضامنية التي اعترف في الوقت نفسه بأنها قليلة.