تُوّج منتخب زامبيا بلقب الدورة ال28 لكأس أمم إفريقيا، لأول مرة في تاريخ الكرة الزامبية، بعد فوزه، أول أمس، في المباراة النهائية أمام المنتخب الإيفواري بضربات الترجيح (8/7)، بعد انتهاء الوقت الرسمي للقاء الذي احتضنه ملعب الصداقة الغابونية الصينية بلوبروفيل، بالتعادل السلبي. ضرب لاعبو منتخب زامبيا مثالاً نادرا للوفاء بالعهد، فقد حققت تشكيلة الفرنسي هارفي رونار، المدرب السابق لاتحاد العاصمة، إنجازا تاريخيا عندما تغلبوا على أفيال كوت ديفوار، وانتزعوا لقب أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخهم، وحققوا بذلك ما تعهدوا به، عصر الخميس الماضي، لزملائهم الراحلين، عندما زاروا المكان الذي تحطمت فيه الطائرة العسكرية التي كانت تقلّ المنتخب الزامبي عام 1993 في الكارثة الشهيرة، التي لقي خلالها 19 لاعبا من منتخب زامبيا مصرعهم عندما سقطت تلك الطائرة العتيقة، بسبب سوء حالتها وسوء قيادتها من أحد الطيارين، لتسقط قرب مطار ليبروفيل بالغابون ويموت 30 شخصا، هم كل ركاب الطائرة، ومن بينهم جميع لاعبي المنتخب الزامبي، عدا لاعب واحد لم يكن على متن الطائرة، وهو رئيس الاتحادية الزامبية حاليا، كالوتشيا بواليا، لتمر 19 سنة على هذه القصة، قبل أن يعود لاعبون من زامبيا لزيارة رفات لاعبي المنتخب الراحل.. ويستعيدوا ذكريات هؤلاء الضحايا، وينثروا الورود ويتعهدوا بإحراز اللقب، وإهدائه لأرواح زملائهم الراحلين، الذين كانوا يتوقون لتحقيق نفس الحلم، والذين فقدوا حياتهم في رحلة هذه الطائرة المشؤومة، وهم في الطريق للعب مباراة في تصفيات كأس العالم أمام السنغال. واستحق أبطال منتخب ''الرصاصات النحاسية'' أو التماسيح أو ''تشيبولوبوس''، أن يكونوا هم أبطال القارة الإفريقية للمرة الأولى في تاريخهم، عندما تغلبوا بضربات الترجيح على المنتخب الإيفواري العريق، المدجج بأكبر وأشهر المحترفين في أشهر الأندية الأوروبية. ولم يكن المنتخب الايفواري يستحق الفوز، رغم شهرة لاعبيه الذين يتقاض كل منهم عشرات الآلاف من الدولارات أسبوعيا في البطولات الأوروبية الشهيرة، ولكنهم يفشلون دائما في البطولات الإفريقية، حتى إذا وصلوا إلى حافة النهاية. أما المنتخب الزامبي المكافح فقد نسي أسماء منافسيه وشهرتهم، وكان الأفضل في معظم أوقات المباراة، واستحق أن يصل إلى هذه المكانة ويقنع الجميع بأنه صار كبيرا من عمالقة القارة المعروفين، سواء الحاضرين منهم في البطولة أو الغائبين.