استغلت عصابة متكونة من رعايا أفارقة يقودهم جزائري من أم مالية، حاجة المهاجرين غير الشرعيين للحصول على وثائق تثبت دخولهم الجزائر بطريقة قانونية، تهرّبا من المتابعة القضائية، لتعرض خدماتها بتزوير أختام شرطة الحدود الجزائرية والمالية على جوازات السفر. بيّنت تحريات فرقة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، أن أفراد العصابة يتربصون بزبائنهم الذين يجتازون الحدود على مستوى عين فزام وبرج باجي مختار، حيث يتم التأشير على جوازات السفر بأختام شرطة الحدود للجزائر ومالي، مقابل 100 دينار للختم الواحد. وباشرت عناصر الأمن تحرياتها بعد أن وصلتها معلومات عن نشاط مشبوه لمجموعة من الأفارقة، يقيمون بإحدى العمارات بتليملي في أعالي العاصمة، يتردّد عليهم يوميا أشخاص من جنسيات إفريقية، تثير تحركاتهم الريبة. غير أن أفراد العصابة المقيمين بطريقة غير شرعية في الجزائر، وحتى لا يثيروا الشبهات حول نشاطهم المشبوه، كانوا يمتهنون تنظيف العمارة الواقعة بشارع كريم بلقاسم، مقابل أجرة يدفعها السكان، فيما بيّن تحقيق عناصر الأمن حقيقة نشاطهم الإجرامي. وتنقل المحققون إلى مكان إقامة المشتبه فيهم، حيث أثمر تفتيش الشقة بالعثور على ختمين مزوّرين لشرطة الحدود الجزائرية ونظيرتها المالية، كما تم توقيف رئيس العصابة ''و.ك''، وهو مزدوج الجنسية، مالي جزائري، وهو مسبوق قضائيا سجله الإجرامي حافل بمثل هذه النشاطات المشبوهة، كما تم توقيف شركائه الثلاثة، وهم كل من ''ر.ك'' و''ي.أ'' من الكاميرون، و''د.ي'' من مالي. ووجهت للمتهمين الأربعة لدى مثلوهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد، تهم تزوير أختام رسمية، الهجرة السرية والإقامة غير الشرعية بالتراب الوطني، ليتم إيداعهم الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية لسركاجي، في انتظار محاكمتهم.