الدولة الجزائرية تهمل جاليتها وعليها دعمها معنويا وماديا نفى الباحث والجامعي ومفتي مسجد مرسيليا السابق، صهيب بن الشيخ الحسين، أن يكون دعا مسلمي فرنسا إلى التصويت لصالح مرشحة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان، واعتبر أن أقواله قد تم تحويرها من طرف وسائل إعلام فرنسية. ودعا الفرنسيين من أصول مغاربية إلى التصويت بكثافة في الانتخابات، وطلب في نفس الوقت من المهاجرين الذين لا يحملون الجنسية الفرنسية الحصول عليها، وأن يفرضوا أنفسهم في المشهد السياسي الفرنسي. فيما انتقد من جهة أخرى تعامل السلطات الجزائرية مع الجالية الجزائرية في فرنسا. وقال الدكتور صهيب بن الشيخ خلال زيارته ل''الخبر''، أن تصريحات أدلى بها في حصة إذاعية ''آر تي آل صباحا'' قد تم تحويرها ونسبوا له بأنه دعا المسلمين في فرنسا إلى التصويت على زعيمة حزب اليمين المتطرف، وهذا ما لم يحدث، حيث أوضح بأنه قال خلال الحصة الإذاعية سالفة الذكر: ''قلت بالحرف الواحد من الأفضل للمسلمين أن يصوتوا للجبهة الوطنية بدل ساركوزي، لأننا نريد أن نواجه الأصل لا النسخة، لأن الأصل، نعرف جذوره ومشاربه وأهدافه وهي عنصرية شوفينية وإقصائية وهي عقيدة اليمين المتطرف''. وأضاف ''ساركوزي وجماعته المحسوبون على اليمين الجمهوري المنادي بحقوق الإنسان والمساواة رغبة في كسب أصوات الجبهة الوطنية، فهم يطبقون برنامج الجبهة الوطنية، وأنا بصفتي كمقيم في فرنسا، الذكاء يحتم علي أن يكون عدوي المباشر الذي أعرف مظهره ومخبره وهو الجبهة الوطنية''. وعبّر صهيب بن الشيخ عن يقينه بأن مارين لوبان التي قال عنها إنها تحمل أخطر إيديولوجية لن تصل إلى الحكم، والمنافسة، حسبه، ستكون بين مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند وساركوزي، وهذا الأخير يقول عنه محدثنا بأنه: ''لا مبدأ له باستثناء الحكم، وهو يغير قناعاته كما يغيّر قمصانه، ويعلم جيدا، أي ساركوزي، أن الخطاب الذي يستهوي الناخبين هو التخويف من الإسلام وأن فرنسا ستعرب، وهو يلعب على هذا الوتر ويقدم نفسه كحام للفرنسيين''. وأضاف ''ساركوزي يقوم بأداء نفس الطقوس التي ألف من يريد أن يصل إلى الحكم ممارستها، وهي مهاجمة العرب قبل تقلد الحكم''. وعن الجدل القائم حول اللحم ''الحلال'' والزوبعة الإعلامية التي نتجت عن تصريح زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، قال إن الموضوع ''لا يستدعي تلك الضجة، وأن الجدل يذكرنا بموضوع الخمار والنقاب في السابق''، وقد حدث ما حدث من صخب إعلامي ''ولو أن عدد النساء اللائي يرتدين النقاب لا يتجاوز الثلاثة آلاف في فرنسا''. وسجل صهيب بن الشيخ أن النقاش الانتخابي في فرنسا أصبح اليوم عقيما منحطا وكأن الحضارة الفرنسية تراجعت. أما فيما يتعلق بتخفيض عدد الوافدين إلى فرنسا إلى النصف، حسب توقعات الرئيس ساركوزي، فيقول إن ذلك غير ممكن، لأن فرنسا، حسبه، أضحت بلدا يتدحرج نحو ''الشيخوخة''، مشيرا إلى أن فرنسا لا تستطيع التخلي عن الوافدين من المغرب العربي على وجه الخصوص، ''لأنهم يندمجون بسرعة، عكس الوافدين من أوروبا الشرقية''. ودعا الجالية المغاربية إلى المشاركة في الانتخابات حتى تكون لهم كلمتهم ووزن ويجعلون من الساسة الفرنسيين يتقربون منهم. وطلب من الذين لا يحملون الجنسية الفرنسية من المهاجرين الحصول عليها. وأعرب المتحدث عن أسفه لموقف الحكومة الجزائرية مما يحدث في فرنسا، واتهمها بالإهمال لجاليتها، وطالبها في نفس الوقت بالدعم المادي والمعنوي لشرائح المجتمع المدني المحسوب على الجزائر التي قال عنها ''إنها البلد الذي لديه أكثر الحقوق في فرنسا بالنظر إلى التاريخ والجغرافيا والثقافة والجالية''، وأردف قائلا ''نحن لا نريد شرا لفرنسا ولا للفرنسيين، لكن نريد أن تكون لنا مكانة مقارنة بباقي الجاليات''.