طالب سكان 17 بلدية تضررت من أزمة الثلوج الماضية بضرورة إيفاد لجان وزارية خاصة لتقييم الخسائر التي خلفتها الاضطرابات الجوية التي عصفت بالمنطقة، حيث عرفت الكثير من المنازل والطرقات حالات انزلاق خطيرة، أدت إلى ترحيل عائلات كثيرة بشكل فوري، في حين تسببت حالة الطرقات في حرمان التلاميذ من الدراسة. تفجرت الينابيع والآبار بالمنطقة الشمالية بشكل غير مسبوق، ورغم أن الوضع يبشر بالخير بشهادة الجميع، إلا أن آثار تشبع الأتربة وظهور ينابيع جدية للمياه، أدى إلى انزلاقات كثيرة مست الطرقات البلدية والولائية، حيث أكدت سلطات بلدية وادي البارد بشمال ولاية سطيف، إحدى أكثر المناطق تضررا، أن لجنة تحقيق ومعاينة تقنية تم إيفادها من دائرة عموشة، مكونة من مصالح التعمير والحماية المدنية والسكن وغيرها، أوصت بشكل ملح على ترحيل أكثر من 25 عائلة بوادي البارد، منها 16 عائلة بمنطقة التيطري، بعد تشقق المنازل وانهيار أجزاء كبيرة منها، حيث صارت حياة السكان مهددة في أي لحظة، فيما هجرت العشرات من العائلات منازلها بمناطق أولاد ميرة، تخروبت، بني مسالي وغروبت، وفضلت الإقامة عند الجيران والأقارب بدل التعرض لحوادث الانهيار. وقد قيمت هذه اللجنة الخسائر ب4,1 مليار سنتيم زيادة على 8 ملايير قيمة الخسائر التي تكبدتها مختلف الطرقات البلدية والولائية، خاصة بعد حدوث انزلاقات خطيرة عزلت مناطق بأكملها ببلدية أيت نوال مزادة، ما حرم التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة، طيلة ثلاثة أيام كاملة، بعد انزلاق التربة بالمحور الرابط بين منطقة الشرفة وبلدية عين الكبيرة على مسافة 14 كلم. كما أكد شهود عيان من سكان البلديات المتضررة أنهم صاروا ينزلون من السيارات عند المرور بهذه المحاور الخطيرة تفاديا للأوزان الكبيرة، فيما يضطر أصحاب الشاحنات المحملة بالبضائع إلى تغيير مسالكهم بشكل مستمر تفاديا لأي مخاطر. ورغم لجوء مصالح الأشغال العمومية التابعة للبلديات المتضررة إلى ترميمات خفيفة، إلا أن الأمر يتطلب برمجة عمليات مركزية لإنهاء هذا المشكل، نظرا إلى عجز البلديات الكبير عن برمجة مثل هذه العمليات الضخمة، خاصة أن المناطق تعد متضررة بشكل كبير، ولابد من إعلانها مناطق منكوبة حتى يتم إخضاعها إلى برامج خاصة لإعادة التهيئة.