انتقد البروفيسور تاج الدين عبد العزيز، أمس، تماطل وزارة الصحة في تعميم البرنامج العلاجي الذي يمنع انتقال فيروس السيدا من المرأة الحامل إلى جنينها، بالرغم من النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها منذ بداية العملية شهر مارس من السنة الماضية. وحسب ذات المتحدث، الذي يترأس ''جمعية الحماية ضد السيدا''، فإنه ''خلافا للوعود التي أمدّها مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة، والقاضية بتعميم البرنامج العلاجي بداية من شهر مارس المنصرم، لم يتجسد أي شيء على أرض الواقع لحد الساعة، باعتبار أن المتابعة العلاجية للأمهات الحوامل المصابات بفيروس السيدا تقتصر حاليا على ثلاث ولايات فقط هي وهران، معسكر وتيارت، في حين لا تزال الأمور تراوح مكانها بولاية سيدي بلعباس جراء تعقيدات متعددة''. وبلغة الأرقام، أوضح البروفيسور تاج الدّين بأن أكثر من مائة امرأة حامل مصابة بفيروس السيدا توجد حاليا تحت المتابعة الطبية، في إطار برنامج العلاج الذي يستوجب استمرار المرافقة الطبية لمدة 18 شهرا كاملا، مضيفا بأن ''التجربة أثمرت إنجاب مواليد في صحة جيدة دون أن يتعدى إليهم هذا الفيروس الخطير، وذلك بفضل التكوين المتخصص الذي قمنا به لصالح شريحة القابلات، وكذا المتابعة الدقيقة منذ بداية فترة الحمل إلى غاية مرحلة الوضع''. وشدّد المسؤول الأول عن البرنامج الأول من نوعه في الجزائر، على ضرورة الإسراع في تعميم هذه التجربة لتشمل جميع ولايات الوطن، للحد من انتشار هذا الفيروس في المجتمع عن طريق تعديه إلى المواليد الجدد بصفة آلية من أمهاتهم المصابات أثناء فترة الحمل، لأن نسبة إمكانية تعدي الفيروس من الأم المصابة بالسيدا إلى جنينها تتراوح بين 40 إلى 50 بالمائة، وهي نسبة مرتفعة جدا، ستكون عواقبها وخيمة في المستقبل، بينما فرص منع تعدي الفيروس بموجب البرنامج العلاجي تصل إلى 99 في المائة. وقد بلغت نسبة نجاح التجربة التي تم تجسيدها لأول مرة في ولاية وهران مائة في المائة، إذ أن كل الأطفال الذين خضعت أمهاتهم الحاملات للفيروس للمتابعة الطبية الدقيقة ولدوا بصحة جيدة دون أن يتعدى إليهم الفيروس، خاصة أن هؤلاء الأطفال يحظون بمتابعة لمدة شهرين بعد الوضع بالنسبة للحوامل اللواتي يتم اكتشاف إصابتهن في بداية فترة الحمل، بينما تطول هذه المدة نسبيا بالنسبة للحوامل اللواتي يتم إخضاعهن للعلاج أثناء فترة الحمل أو في مراحلها النهائية. وتُعول الجهات الوصية على الكشف المبكر لرفع فرص نجاح العلاج، خاصة مع الانتشار المتواصل والسريع لهذا الداء، فضلا عن حرص الفرق الطبية المعنية على تشخيص علاقة التكفل بالمريض، من منطلق أن المجتمع لا يزال ينظر إلى هذا المرض بنظرة تختلف عن باقي الأمراض الأخرى، ما يعقد نسبيا فرص التكفل بالمصابات.