اختار جماعة من أهل طريقة التصوف الجهر بالذِّكر، ولهم في ذلك طرائق معروفة، واختار آخرون الإسرار به، والجميع على خيرٍ من ربِّهم، وسدادٍ من طرائقهم، رحمهم الله ونفع بهم، ثمّ إنّ أهل هذه الطريقة- أعني طريقة التصوف- لا يعدلون بالذِّكر شيئاً، وعليه تعويلهم، وفيه شغلهم بعد إقامة الفرائض واجتناب المحرّمات، وبه يأمرون المريد والسّالك لطريقهم، ويأخذون عليه العهد بالمداومة عليه، والملازمة له، مع شرائط وآداب لهم في طريقهم، الذِّكر لله أهمُّها وآكدها.