مع بداية العد التنازلي لنهاية السنة الدراسية باقتراب فترة الامتحانات، تعرف نوادي الأنترنت انتعاشا لتجارة مواضيع وأسئلة الامتحانات المتوقعة، والتي يكثر عليها الطلب من قبل التلاميذ، وطلبة البكالوريا على وجه التحديد، بعد أن كانت البحوث المنجزة ''تحت الطلب'' المطلب رقم واحد للتلاميذ طيلة السنة. وجد أصحاب نوادي الأنترنت في نسخ وطبع أسئلة امتحانات السنوات السابقة وكذا المواضيع المتوقعة، تجارة مربحة تفوق عائداتها ما يجنيه هؤلاء من الزبائن المبحرين على شبكة الأنترنت، حيث تقتصر مهمة أصحاب نوادي الأنترنت على البحث عن نماذج أسئلة الامتحانات وتحميلها ثم طبعها ونسخها وبيعها جاهزة للطلبة، وبالتالي يتم تجنيبهم عناء البحث عنها وانتقائها، وهو ما وقفنا عليه في جولة بنوادي الأنترنت بالعاصمة. فبحي بلوزداد الشعبي، لاحظنا إقبالا على شراء الأسئلة الجاهزة من تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية، إذ لم يعد الأمر حكرا على طلاب شهادة البكالوريا، وهو ما أكده محمد، مسيّر نادي أنترنت بحي بلوزداد. يقول محدثنا: ''تعوّدت قبل شهرين من موعد الامتحانات بتحميل أسئلة السنوات السابقة لجميع الأطوار التعليمية، وامتحانات البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي والابتدائي تحديدا، حيث أقوم بطبعها تحسبا لتجنب الضغط الذي تعوّدت عليه في نفس الفترة من كل سنة''. ويؤكد المتحدث أن التلاميذ هم الزبون رقم واحد لنوادي الأنترنت طيلة السنة، وليس في هذه الفترة فقط، مشيرا إلى كثرة الطلب في باقي فصول السنة على البحوث التي يتم إنجازها تحت الطلب، حيث يقدم التلاميذ موضوع البحث وأهم المحاور التي يجب التركيز عليها، فيما يتكفل صاحب مقهى الأنترنت بمهمة البحث ونسخ الموضوع الذي يقدم جاهزا، دون أن يبذل التلميذ أدنى مجهود. وبالمقابل، يدفع هذا الأخير ثمن النسخ حسب عدد الصفحات، إلى جانب مبلغ إضافي يختلف من مقهى أنترنت لآخر، وهي قيمة عملية البحث التي يقوم بها صاحب مقهى الأنترنت. ونحن نتحدث إلى محمد، قاطعنا تلميذ في الابتدائي، راح يسأله إن كان بإمكانه مساعدته لتوفير امتحان مادة الرياضيات لشهادة التعليم الابتدائي للسنة الماضية، وكان رد محمد سريعا، حيث أخرج نموذج موضوع الاختبار وطلب من الطفل 15 دينارا. ولم يختلف الأمر كثيرا في حي بن عمر بحي القبة، حيث شكّل التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط أكثر زبائن المحل، ومنهم الصديقتين أمال. ع ودنيا. ص، اللتين كانتا في مهمة بحث عن أسئلة مادتي الفلسفة واللغة العربية لشهادة البكالوريا في الدورات السابقة. تقول أسماء: ''رغم أني أملك اشتراكا بالأنترنت في بيتي، إلا أني أفضل تصفحها رفقة صديقتي في مقهى الأنترنت، فكثيرا ما يتعسّر علينا تحميل أسئلة السنوات السابقة، بينما يمكن لصاحب مقهى الأنترنت مساعدتنا في ذلك، كما يمكن شراءها جاهزة''. وهو نفس ما ذهبت إليه صديقتها، التي أكدت أنها زبونة دائمة لمقاهي الأنترنت، موضحة: ''تعوّدت على اقتناء الدروس التي يتعسّر عليّ فهمها في القسم، وكذا الأسئلة المتوقعة للامتحانات الفصلية منذ أن كنت في المتوسط، فما بالك وأنا مقبلة على اجتياز امتحان مصيري كشهادة البكالوريا، فاقتناء الأسئلة جاهزة يوفر عليّ الجهد والوقت''.