انطلقت العملية الانتخابية صباح أمس، محتشمة في مختلف ولايات غرب البلاد، حيث لم تشهد المراكز الانتخابية ''الازدحامات المعهودة'' حتى في البلديات النائية. وجد الناخبون أنفسهم في مواجهة أكثر من 35 قائمة، على الأقل، تنتظرهم فوق الطاولات. وساد الارتباك في الكثير من المكاتب الانتخابية بسبب ''عدم احترام'' الترتيب الذي أقرته اللجان الولائية المستقلة لمراقبة الانتخابات بعد القرعة. كما لم يتم وضع العديد من ورقات المترشحين، خاصة في ولاية وهران، مما سبب احتجاج ممثلي الأحزاب والقوائم الحرة. وعلى غير العادة، بلغت نسبة التصويت بولاية بشار في حدود منتصف نهار أمس 38, 20 بالمائة، بعد أن كانت في حدود التاسعة صباحا 43, 4 في المائة. وانتظر رؤساء المكاتب الانتخابية بعد صلاة العصر، لتنتعش العملية مع انخفاض درجة الحرارة. وعرفت مختلف بلديات بشار، اشتداد الحملة الدعائية للمترشحين، التي قادها مؤيدو وأنصار كل تشكيل سياسي وأصحاب القوائم الحرة، وهو ما تسبب في حدوث ملاسنات كادت أن تنزلق إلى مشادات لولا تدخل بعض العقلاء. كما تميزت الفترة الصباحية للاقتراع في ولاية مستغانم بإقبال محتشم للمواطنين باستثناء مصالح الأسلاك الأمنية المشتركة والمسنين، إذ لم تتجاوز النسبة 20, 3 بالمائة عند الساعة 10 صباحا، مع تسجيل بعض النقائص في مراكز الانتخاب على غرار ما حصل في بلدية مزغران بالمركز رقم 2 مكتب رقم 9 من عدم توفير أوراق التصويت لحزب التجديد، والخلط في ترتيب أوراق التصويت بالمكتب رقم 7 بذات المركز بين حزب الحركة الوطنية من أجل الطبيعة والنمو وقائمة مترشح حر. وفي سيدي بلعباس احتج في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس، ممثلو سبعة أحزاب سياسية بالمركز الانتخابي ''بوضياف الجيلالي'' في بلولادي بالضاحية الجنوبية للمدينة على إقبال أكثر من 200 عسكري على نفس المركز لأداء واجبهم الانتخابي، مؤكدين على عدم تضمن البطاقات الخاصة بهم على أي عنوان أو ترقيم لمقرات إقاماتهم. وحملت البطاقات المعنية عنوان ''بلولادي'' دون شيء آخر، الأمر الذي أثار حفيظة ممثلي الأحزاب رغم تأكيد غالبية المصادر على مزاولة هؤلاء لواجبهم منذ سنوات بذات المركز. وتم فض النزاع بعد تدخل رئيس محكمة سيدي بلعباس الذي أصر على أن ''يسمح لكل حامل لبطاقة انتخاب بتأدية واجبه من دون أي اعتراض، مع تقديم تقرير مفصل عما حدث قبل الساعة الثانية بعد الزوال''، حسبما أكدته مصادر من عين المكان ل ''الخبر''. وأشار ممثلون عن الأحزاب السياسية المعنية بالمعركة الانتخابية إلى تواجد أسماء موتى ضمن القوائم الانتخابية بدوار الطوايطة غير بعيد عن بلولادي. ومن جهة أخرى تلقت اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات لولاية سيدي بلعباس في حدود منتصف نهار أمس، احتجاجا رسميا من أعضاء اللجنة السياسية لبلدية بلعربي، يحتجون على منعهم من دخول مراكز الاقتراع من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي. وتلقت اللجنة الولائية بعد ذلك بدقائق احتجاجا آخر من أعضاء اللجنة السياسية لبلدية تنيرة أين منع هؤلاء أيضا من دخول المراكز الانتخابية. تجاوزات في بعض الدوائر الانتخابية بوهران علمت ''الخبر'' من عضو في اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات التشريعية بوهران أن مراقبين في بعض الدوائر الانتخابية سجلوا تجاوزات اعتبرتها خطيرة ومؤثرة سلبا على العملية الانتخابية. ومن بين ما ذكرته أن قوائم المترشحين لم ترتّب حسب القرعة التي أجرتها اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات، قبل أن تتعرض لبعض التجاوزات التي حدثت بمراكز بعض البلديات حسبما بلغها من الأعضاء التابعين لها، كما هو الأمر في الكرمة أين تعرض أعضاء اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات للاعتداء من قبل شلة من الشباب كانوا يدعون المواطنين إلى التصويت على قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بواسطة التهديد، ورغم تقديم شكوى ضدهم على مستوى مصالح الدرك الوطني إلا أنهم راحوا ينتظرون أعضاء اللجنة أمام مقرهم. وقد تدخلت مصالح الدرك وأوقفت أحد هؤلاء الشبان. وفي مركز حساني حسان في السانيا، قام شباب بتعليق صور قائمة مترشحي الأرندي، بالإضافة إلى قيامهم بدعوات إلى التصويت أمام المركز باستعمال التهديد. وأفادت محدثتنا بأن مصالح الدرك الوطني في بئر الجير أوقفت عون إدارة كان يحاول التزوير لصالح حزب معين، غير أن هذا الأمر لم يتأكد رسميا، خاصة وأن رئيس دائرة بئر الجير ذكر في تصريح له للإذاعة المحلية أن العملية الانتخابية تسير بشكل عادي. وكشف أعضاء اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات التشريعية في بلدية خضرة بمستغانم عن تدوين وكتابة اسم الأفالان بخط كبير وعريض جاذب للانتباه مقابل مكتب التصويت للتأثير على الناخبين، وقد تم ذلك لحظات قبل فتح المركز. كما تم حجز 130 ورقة تصويت باسم حزب الأرندي خارج أحد مراكز التصويت لدى أشخاص يريدون تمريرها إلى المنتخبين، وذلك ببلدية سيدي بلعطار مركز دائرة عين تادلس. عزل رئيس دائرة غريس وفي ولاية معسكر قرر الوالي عزل رئيس دائرة غريس من الإشراف على العملية الانتخابية بدائرته، وكلف المفتش العام للولاية ليقوم مقامه، بسبب ما تم تسجيله في الصبيحة من أخطاء إدارية وصفت بالجسيمة. حيث لم يتم تحضير أوراق التصويت الخاصة ببعض الأحزاب ببلدية ماوسة، ما جعل العملية لم تنطلق في وقتها. نفس العملية تكررت ببلدية مقطع دوز، التي أحضر بها أوراق التصويت لأحد الأحزاب لمرتين، بينما لم يتم تحضير أوراق حزب تكتل الجزائر الخضراء على طاولة الأوراق. وعرفت العملية الانتخابية صباح أمس احتجاج أعضاء لجان المراقبة ببعض البلديات وكذا مراقبين الأحزاب داخل مكاتب التصويت بسبب ما اعتبروه تجاوزات. فقد ذكرت بعض التقارير أنه سجل في بلديات تيزي وخلوية وغريس قيام بعض الأشخاص باستمالة الناخبين وإغرائهم بالمال من أجل التصويت لصالحهم. كما احتجت لجنة المراقبة البلدية الكرط على عدم توفير الوسائل للتنقل بين المراكز، كما جمدت نشاطها لعدة ساعات، متهمة رئيس البلدية بعرقلة عملها. كما رفعت اللجنة البلدية للمراقبة لبلدية السهايلية تقارير تخص تعرض المراقبين لضغوطات بالمركز رقم 5 في أولاد علي، خاصة بعد اتهامهم لرئيس المركز بعدم قيامه بتشميع الصندوق إلى غاية العاشرة صباحا. كما رفعت تقريرا ضد رئيس المكتب رقم 2 بالمركز 1 في نفس البلدية الذي لم يسمح لأعضاء لجنة المراقبة بالدخول لمكتبه من أجل المراقبة. رئيس مركز يطرد المراقبين وفي تيارت أخطرت اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات، اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات و لجنة الإشراف الوطنية حول ما وصفت بالتجاوزات المسجلة بمركز الانتخاب إبراهيم بن سليمان ببلدية الشحيمة، بإقدام رئيس المركز على طرد المراقبين المعينين من قبل الأحزاب وأعضاء من اللجنتين البلدية والولائية من المركز، مانعا إياهم من تأدية مهامهم لأسباب تبقى مجهولة. وقد تنقل رئيس الدائرة بعد ذلك إلى المركز للتحقيق في الحادثة. وسجلت اللجنة حادثة مماثلة بمركز شيخاوي ببلدية الرحوية، حين منع رئيس مكتب أعضاء اللجنة البلدية والولائية من أداء مهامهم، وقد علمنا أنه تمت تنحيته بعد تدخل المسؤولين الإداريين. وسجل مدير الحملة الانتخابية لحركة الانفتاح غياب أوراق التصويت الحاملة لرقم 17 لقائمة حزبه في المكتب رقم 4 بمركز عبد القادر بارة بحي الزعرورة، ما اعتبره إقصاء في حق مرشحيهم، وقد اعتبر رئيس اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات هذا الخطأ إداري وأوضح أن القضية سويت بعد تدخله. وفي ولاية تيسمسيلت اشتكت اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات في ثنية الحد من مشكل النقل، حيث تم وضع مركبة واحدة تحت تصرفها في الوقت الذي تضم فيه اللجنة أكثر من 30 عضوا، وتبعد بعض مراكز الانتخاب عن المركز بحوالي 2 إلى 10 كلم. وسجلت اللجنة عدم احترام ترتيب أوراق التصويت من اليمين إلى اليسار، حسب القرعة في مركز شتوي أحمد ببلدية أولاد بسام حوالي 10 كلم عن تيسمسيلت. وتوقفت عملية الانتخاب في أحد المكاتب بمركز ابن باديس في عاصمة الولاية، بعدما اكتشف مراقبون وجود رزمة إضافية لحزب جبهة التحرير عوض حزب التجمع الوطني الجمهوري، ووقتها كان 12 ناخبا قد قاموا بالتصويت. وقد تدخلت اللجنة المختصة واحتوت الوضع دون أن تعيد عملية التصويت للذين سبق لهم وأن أدلوا بأصواتهم لكون الصندوق مشمع ولا يمكن فتحه.