تميزت أجواء الانتخابات في العديد من ولايات الوسط والجنوب، أمس، بفتور ممزوج بالترقب. كما أوضحت تقارير مراسلينا، من جهة أخرى، حدوث تجاوزات في بعض مكاتب الاقتراع. ففي العاصمة، أبدى العديد من المواطنين من الذين وجدوا أنفسهم مقصين من الإدلاء بأصواتهم، بعد إسقاط أسمائهم من القوائم الانتخابية، استياءهم الشديد، مثلما عبرت إحدى السيدات التقت بها ''الخبر'' في مدرسة حديقة الحرية رفقة بناتها، لم تجد اسمها وأسماء بناتها ضمن القوائم الانتخابية، رغم أنها انتخبت بصفة عادية في سنة,2009 قائلة: ''منذ سنة 1989 وأنا أصوت بهذه المدرسة، واليوم لم أجد أسماء أفراد عائلتي ضمن القوائم، رغم أننا لم نغير مكان إقامتنا''. وأضافت محدثنا قائلة: ''أتساءل عن أسباب إقصائنا من أداء واجبنا''. القسم قبل التصويت على أحزاب مقابل المال وحاول رؤساء بعض المراكز توجيه الناخبين الذين لم يجدوا أسماءهم ضمن القوائم الانتخابية، إلى مقرات بلدياتهم قصد إيجاد حل للمشكل، إلا أنهم تفاجأوا برد مصالح البلدية التي طلبت منهم التسجيل في القوائم الانتخابية تحسبا للاستحقاقات القادمة، لأنه من غير الممكن فتح القوائم لإضافتهم، الأمر الذي أدى إلى حدوث مناوشات كلامية. وفي باش جراح، عمد عدد من ممثلي الأحزاب إلى إخضاع ناخبين من كبار السن للقسم على المصاحف قصد التصويت على أحزابهم، مقابل مبالغ مالية تجاوزت 2000 دج. وبمركز الاقتراع موسى تواتي في باب الوادي بالعاصمة، سادت حالة من الفوضى بسبب تسجيل تجاوزات من طرف مراقبي الأحزاب وبعض المؤطرين، الذين كانوا يستقبلون المواطنين عند مدخل المركز، وحثهم على التصويت لأحزاب معينة مقابل إغراءات مالية، الأمر الذي لم تتقبله عضوة في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التي دخلت في مناوشات كلامية مع ممثل أحد الأحزاب. الحبر مفقود في مركز بومرداس وفي بومرداس، عرفت بعض مكاتب الاقتراع ببلديات كل من عاصمة الولاية وبودواو وخميس الخشنة وأولاد موسى وخروبة، تذمرا كبير لعشرات المواطنين الذين لم يجدوا أسماءهم في قوائم مكاتب الاقتراع المسجلين بها. وسجلت اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات لولاية بومرداس العديد من ''التجاوزات'' التي ميزت عملية الاقتراع. وحسب أحد أعضاء اللجنة، فإن أبرز هذه التجاوزات سجل في دائرة بودواو وبالضبط في المركز الانتخابي الإخوة بوجدار حيث لم يستعمل الحبر الخاص بالبصمات. وفي بلدية سوق الحد، لم يسمح رئيس أحد المراكز الانتخابية بدخول ممثلين عن الأحزاب المكلفة بمراقبة الانتخابات، وتطلب الأمر تدخل اللجنة الولائية، كما جمدت اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات عملها في بلدية قورصو لمدة ساعة، احتجاجا على ظروف العمل. وعانى مؤطرو الانتخابات التشريعية، أمس، بمختلف مراكز التصويت الموجودة على مستوى بلدية برج منايل في ولاية بومرداس، طيلة يوم الاقتراع، بعد أن وصلتهم وجبة الغداء متأخرة جدا، بحيث لم تصل إلا ابتداء من الساعة الرابعة على مستوى مختلف مراكز التصويت. أما في بلدية سيدي داود، فقد سجل تواجد ممثلي 9 أحزاب داخل قاعة واحدة، مع أن القانون حدد العدد ب.5 من جهته، اشتكى مترئس قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية من قلة أوراق القائمة التابعة لحزبه على مستوى بلدية زموري، موضحا أنه حاول الاتصال بمدير التنظيم لولاية بومرداس، لكنه لم يتلق أي رد. حملات انتخابية يوم الاقتراع في تيبازة أما في تيبازة، فقد عرفت عملية التصويت اختلالات ببعض البلديات، خاصة الغربية منها، بسبب عدم وجود أوراق التصويت الخاصة ببعض الأحزاب السياسية، منها الأرندي بمركز التصويت بالأرهاط، وحزب العمال ببني ميلك، غير أنه سرعان ما تم تدارك الموقف. وشهدت بلدية سيدي راشد احتجاجا من طرف سكان حي سي مروان على مستوى الطريق الولائي رقم 104 بين بلديتي سيدي راشد وبورقيقة، احتجاجا على مقتل مسن من الحي في طريقه للقيام بواجبه الانتخابي بعد أن دهسته سيارة. وواصلت بعض الأحزاب، أمس، حملتها الانتخابية في عز عملية التصويت، حيث سجل تعليق ملصقات إشهارية لحزب جبهة التحرير الوطني ببلدية حجوط. اعتداءات إرهابية بعين الدفلى وفي عين الدفلى، لم يمنع الاعتداء الإرهابي الذي استهدف عناصر المقاومة ببلدية تاشتة بولاية عين الدفلى، التي سقط بها 3 جرحى بواسطة انفجار قنبلتين، فيما نجا أفراد الدرك الوطني، من تسجيل أعلى نسب بالمناطق الريفية التي تحدى فيها السكان الدمويين بالمنطقة. وحسب معاينتنا لهذه المناطق، فإن خروج المنتخبين، رغم انتشار خبر الاعتداء، كان بصورة كبيرة كما هو الحال ببلديات بتاشتة وعين بويحيى والعبادية وبن علال وبلعاص وبرج الأمير خالد وبربوش وعين السلطان وعين البنيان وبطحية، والتي سجل بها أزيد من 36 بالمائة في حدود الساعة الرابعة. وهي نسبة تبرز تحدي هذه المناطق لآلة الإرهاب الهمجي بالجهات الريفية. هدوء أشبه بصمت المقابر في تيزي وزو وفي تيزي وزو ساد نهار أمس هدوء أشبه بصمت المقابر. فقد ظهرت عاصمة الولاية وبقية مراكز الدوائر والبلديات شبه خالية من حركة المرور، وهو الخلو الذي طبع كذلك مراكز ومكاتب الاقتراع خصوصا في الفترة الصباحية. فلم تتجاوز نسبة التصويت عند منتصف النهار 95,7 بالمئة، وهي النسبة التي غذاها تصويت المترشحين وأقربائهم ومناضلي الأحزاب، بعدما لم تكن تتعدى 2 بالمئة على الساعة التاسعة صباحا. وقد فضلت الأغلبية الساحقة من المواطنين اغتنام يوم راحة رسمية لقضاء العطلة رفقة أبنائهم في مناطق أخرى، عوض التوجه إلى مكاتب الاقتراع، كما لم يتنقل قاطنو المدن، خصوصا الذين لم يغيروا إقامتهم، نحو قراهم الأصلية للانتخاب. وليس جديدا في هذه المنطقة أن يعزف المواطنون عن الاقتراع، فهي الولاية التي سجلت في المواعيد الانتخابية السابقة أدنى نسبة مشاركة على المستوى الوطني. المدية.. أرقام ناخبين لا تتماشى والمراكز المسجلين فيها وببلديات بن شكاو وسيدي زهار والعمارية لم يباشر أعضاء اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات عملهم إلا في الساعة العاشرة، بسبب انعدام وسائل النقل. أما في العمارية فقد وجد العديد من الناخبين أن أرقامهم لا تتماشى مع المراكز المسجلين فيها، ما خلق حالة من الفوضى. وفي بلديات بوغار وقصر البوخاري وسيدي زهار، سجل نقص في عدد الأوراق المخصصة لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث أسرت مصادر أنه تم توزيعها ليلة الانتخابات على المواطنين لوضعها مباشرة في صناديق الاقتراع. وفي الأغواط، أدى تقليص مكاتب التصويت عند السكان الرحل، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 14 ألف مسجل موزعين على 15 بلدية من أصل 24 بلدية، إلى تراجع نسبة المشاركة إلى حدود 14 بالمائة عند هذه الفئة المعروفة بمشاركتها الكبيرة في السنوات السابقة، رغم توسيع التصويت لديهم لمدة يومين كاملين. وكشف ممثل تكتل الجزائر الخضراء عن وجود عدة أشخاص متوفين من مواليد سنة 1900 مسجلين ضمن الهيئة الانتخابية ببلديتي الأغواط والخنق دون شطبهم من القوائم. وإذا كانت العملية الانتخابية قد جرت في أجواء عادية رغم نسبة المشاركة التي ساهمت النزعة العرشية في رفعها، فإنها لم تخل من تجاوزات بعض المترشحين وأنصارهم لمحاولة استقطاب الناخبين في الساعات الأخيرة، بتوزيع الأقلام والقبعات، وحدوث مناوشات ببعض البلديات كسبقاق وبن ناصر بن شهرة وحاسي الرمل، وأخطاء في ترتيب أوراق التصويت وخلطها. اتهامات متبادلة بين الأحزاب في الطيبات في ورفلة وفي دائرة الطيبات بورفلة، وقعت مشادات بين أنصار حزب الفجر وأحزاب أخرى اتهمت الإدارة المحلية بالتواطؤ لصالح حزب ''الفجر الجديد''. وأوضحت الأحزاب الثلاثة، وهي حزب المواطنين الأحرار وحزب الانفتاح وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، في بيان تلقت ''الخبر'' نسخة منه، أنه تم التزوير في علمية الاقتراع في العديد من المراكز بدائرة الطيبات، ومنها مركز الغربية بالطيبات، مركز ''الظهراوية''، وبعض المراكز ببلدية المنقر والفرع البلدي أم الزبد التابعة لبلدية المنقر. وحسب ذات البيان، فإن رؤساء المراكز تواطأوا مع متصدر حزب ''الفجر الجديد'' مسعودي محمد للتصويت لصالحه. وفي رد للمرشح محمد مسعودي، متصدر قائمة حزب الفجر الجديد، قال إن الأحزاب المنافسة تختلق الأسباب والأعذار نظرا لشعبيته الكبيرة. كما سجلت بعض مراكز الاقتراع في ورفلة، على غرار ابتدائية مفدي زكرياء وجمال الدين الأفغاني بالمخادمة، تجاوزات تمثلت في الدعاية وتصوير بعض القوائم ووضعها في أظرفة مغلقة وإعطائها للمواطنين لوضعها في الصندوق. وأكد رئيس اللجنة الولائية لمراقبة الانتخاب تلقي مصالحه شكاوى من عدة أحزاب، تشير إلى حدوث تجاوزات من طرف بعض الأحزاب التي ظلت تباشر حملتها الإشهارية يوم الاقتراع. وفي غرداية تم تسجيل مشادات بين أنصار عدة أحزاب وقوائم حرة، في عدد من البلديات، بسبب اتهامات كل حزب للآخر بمحاولة التزوير، كما عرفت عملية الاقتراع تأخرا في عدد من المناطق بسبب عدم وجود أوراق بعض المترشحين.