نأى ''تكتل الجزائر الخضراء'' بغرفة عمليات متابعة العملية الانتخابية، يقودها وزير النقل الأسبق، أحمد بليل، عن أعين صحفيين يريدون معرفة كيف يتفاعل تشكيل سياسي ظل يقول إنه ''الفائز'' لا محالة بالتشريعيات. كل شيء بمقر حركة مجتمع السلم كان أخضر، أمس، وتزاوج لون بناية الحركة مع سترات كان يرتديها أكثر من 30 متابعا للعملية الانتخابية داخل غرفة ''مظلمة'' بالطابق الرابع، تمت دعوتهم إلى وجبة غداء في الثانية زوالا، ارتجل فيها سلطاني يقول: ''من لم ينتخب لا يأكل''. بيد أن كلاما شد انتباهه من مرافق له يقول إن ''أجمل شيء في الدجاج هو جناحه''، بدا أبو جرة معجبا بالمعلومة، وهو يتخيل ''التكتل'' يطير ''بجناحين'' في السماء، فوزا بالتشريعيات، كما كان دوما يتوقعه مع شريكيه ربيعي وعكوشي. فضل أبو جرة سلطاني عقد لقاءين صحفيين، الأول كان على الثانية والنصف زوالا، لم تعجبه النسبة التي قدمت حينها، لما ''قفزت من 4 بالمائة في العاشرة صباحا إلى 15 بالمائة منتصف النهار، وقال: ''هذا غير طبيعي والأمر يحتاج إلى تساؤل''. لكن موقفه ''تعدل'' في لقاء صحفي ثان على الخامسة والنصف، لما أشار إلى أن ارتفاع النسبة إلى 28 بالمائة ''طبيعي''، مقدما مبرراته، وهو الذي أقر في البداية ب''عزوف'' عن صناديق الاقتراع، و''حذر'' من تمديد العملية الانتخابية التي يتوجب أن تتوقف وفقا للساعة القانونية ''السابعة مساء''. ورأى سلطاني ''مبالغة في التصويت بالوكالة''، وقال: ''لا نريد برلمانا بالوكالة، ونفضل أن تكون النسبة 20 بالمائة لبرلمان ناقص شرعية على ''تضخيم المشاركة إلى 60 بالمائة''. كما انزعج من ''تخصيص مكاتب لتصويت الأسلاك النظامية'' وقال إنها ''غير دستورية''. وأضاف أن العديد من الشبان هموا للتصويت لكنهم لم يجدوا أسماءهم في مراكز الانتخاب، ومراكز أخرى خلت من أوراق أحزاب لساعتين أو أكثر، وجيء بدلها بأوراق أحزاب معينة. رغم ذلك، يقول سلطاني ''إن تلك ''التجاوزات'' لا تفسد العملية الانتخابية، لكن تخدشها''، وإن شدد على أن التكتل ''سيحصي عدد المكاتب التي وقعت فيها التجاوزات ويطالب بإلغاء نتائجها نهائيا''، ليتدخل رئيس حركة الإصلاح الوطني، عكوشي، قائلا: ''هناك من يخدم أحزاب السلطة''، مقدما مثالا عما جرى، حسبه، في معسكر والطارف حيث يعمل رؤساء دوائر لصالح ''الأرندي والأفالان''.