منذ فترة طويلة لم يعرف المقر المركزي لحزب جبهة القوى الاشتراكية حضورا لافتا لقيادات الحزب مثلما شهده يوم أمس. فقد عادت الروح إلى مقر هجرته قيادات الحزب لفترة عزف فيها الحزب عن المشاركة في الانتخابات السابقة. منذ الصباح، توافدت قيادات الحزب وكذا عدد من الصحفيين على مقر الأفافاس لمتابعة العملية الانتخابية، فيما كانت غرفة العمليات التي شكلها الحزب تعمل باستمرار على التواصل مع كل الولايات، لتسجيل كل الملاحظات وإبلاغها لقيادة الحزب لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. وفي الساعة التاسعة صباحا، كان متصدر قائمة العاصمة، المحامي مصطفى بوشاشي، قد وصل إلى مقر الحزب، وبدأ مناقشة تطور الموقف مع مناضلي الحزب. سألته عن الأصداء والتقارير التي تصل من الولايات، فتحدث عن وجود بعض التجاوزات التي يفترض ألا تكون بالنظر إلى عمر التجربة الانتخابية في الجزائر، مشيرا إلى أن جزءا من هذه الممارسات تقف وراءه مراكز في السلطة عمدت إلى توسيع حالة الإحباط لدى الجزائريين لدفعهم إلى الامتناع. وفي الساحة الخارجية للمقر، هيأت قيادة الحزب مقهى تحضيرا لهذا اليوم الذي عاشه مناضلو الحزب وقيادته على الأعصاب. وكان أكثرهم قلقا السكرتير الأول للحزب، علي العسكري، الذي كان يصعد وينزل من مكتبه بين الحين والآخر، لكنه كان يتجنب الحديث إلى الصحفيين. كما كان المكلف بالإعلام والمرشح الثاني في قائمة ولاية بجاية، شافع بوعيش، يستقبل ويوجه الصحفيين، فسألته عن تقديراته للنتائج المتوقع أن يحصل عليها الحزب، لكنه فضل ألا يستبق الأحداث، ووزع في الظهيرة بيانا تضمن سلسلة من التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية في بومرداس، حيث حاولت الإدارة الضغط على مراقبي الحزب، وعدم وجود أسماء مسجلين في القائمة الانتخابية في ثانوية زينب أم المساكين، إضافة إلى تجاوزات تم التنديد بها في ولايات الشلف وعين الدفلى والمدية، وتم إخطار اللجنة المستقلة ولجنة الإشراف القضائي بها. وفي المقر، تواجد أيضا متصدر قائمة في ولاية البويرة، أحمد بطاطش، الذي أكد أن ولاية البويرة عرفت أحداثا عنيفة على هامش اليوم الانتخابي، وقلل من تأثيرها على العملية الانتخابية. قبل مغادرتنا المقر، حرصت قيادات الحزب على إظهار صورة زعيم الحزب حسين آيت أحمد وهو يؤدي واجبه الانتخابي في جنيف، على أمل أن يستعيد الأفافاس موقعه السياسي في الساحة.