أكد أحمد جداعي السكرتير الأول السابق للأفافاس ومستشار سياسي حالي في ديوان السكرتير الأول علي العسكري، أمس، بأن حزبه سيتخذ قرارات صارمة في حالة تسجيل تزوير واسع في الانتخابات التشريعية القادمة، وندد باستعمال بعض الوزراء لأموال الشعب واستغلال ممتلكات الدولة للقيام بحملات انتخابية مسبقة تحت غطاء الزيارات الوزارية لبعض الولايات. صرح أحمد جداعي خلال استضافته، أمس، في المنتدى السياسي لإذاعة تيزي وزو، أن حزبه لن يصمت في حالة تسجيل أي تجاوزات تمس بشفافية وبمصداقية الانتخابات التشريعية القادمة، حيث لم يستبعد إمكانية انسحاب الأفافاس في حالة تسجيل تزوير واسع: ''الأفافاس سيتخذ قرارات سياسية صارمة وقوية في حالة تسجيلنا لتزوير واسع في التشريعيات المقبلة''، وأكد أن الانتخابات الجزائرية معروفة ب ''التزوير''، مشيرا إلى أن ''حتى تشريعيات 10 ماي لن تكون شفافة 100 بالمائة''، ويضيف ''كلام الأفافاس سيكون في وقته في حالة حدوث تجاوزات في الانتخابات''· وندد أحمد جداعي باستغلال بعض الوزراء في الحكومة الحالية لأموال الشعب للانطلاق في حملات انتخابية مسبقة ''نرى وزراء مترشحين للتشريعيات ومن أحزاب حكومية تستقبل بالورود في الولايات وتستغل أموال الشعب للقيام بحملات مسبقة''· وعاد أحمد جداعي إلى الأسباب الرئيسية التي دفعت الأفافاس للمشاركة في التشريعيات القادمة، مشيرا إلى أن التغيرات التي شهدتها الجزائر والمنطقة العربية والعالم دفعت الحزب إلى اعتماد ''المشاركة التكتيكية''· وأضاف إن ''النظام نجح في تشتيت الشعب الجزائري وتعمد تعفين الساحة السياسية، والأفافاس قرر المشاركة لإعادة تعبئة الشعب وتوعيته''· وكشف أن وصول الإسلاميين إلى الحكم ببعض الدول العربية جعل الحزب يعيد حساباته في المقاطعة التي اشتهر بها تخوفا من تحقيق إسلاميي الجزائر نفس الأمر وما يشكله من خطورة على البلد، مصرحا أن ''الأفافاس لن يقبل بدولة بوليسية ولا إسلامية، والحزب سيلعب دور سياسي هام وسيفضح كل تجاوزات التي يمكن أن يقوم بها الإسلاميون''، معتبرا أن ''وجود الأفافاس في البرلمان هدفه إيصال رسالة الشعب المظلوم والمغبون والمحروم من حق التعبير''، وقال إن حزبه ''سيدافع على فكرة المجلس التأسيسي وتجسيد جمهورية ثانية وتعديل الدستور لما يخدم مصلحة الشعب''· من جهة مقابلة، اعترف أحمد جداعي أن الجزائر تمر بفترة جد صعبة وحساسة داخليا وخارجيا، ورفض السير في فكرة وجود اليد الأجنبية والتآمر على الجزائر، وأكد أن الوسيلة الوحيدة والفعالة لحماية الجزائر من التدخل الأجنبي المزعوم هو ''السلاح الديمقراطي''· وحسبه، فإن الجزائر مجبرة على الانفتاح السياسي وتجسيد الديمقراطية الفعلية والعدالة الاجتماعية واحترام الحريات وتحقيق التنمية والتكفل بانشغالات الشعب لحماية نفسها. من جهة أخرى، رد أحمد جداعي على زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي أبدت رغبتها في التحالف مع الأفافاس بعد التشريعيات قائلا: ''الأفافاس لن يتحالف مع المتعاونين مع النظام''· ونفى أن يكون الأفافاس قد تفاوض مع النظام على عدد المقاعد في البرلمان مقابل مشاركته في الانتخابات ''المفاوضات على المقاعد في البرلمان ليست من ثقافة الأفافاس''· وكشف جداعي أن الأفافاس سيدخل التشريعيات في 42 ولاية ب 556 مترشح، 29 من متصدري القوائم جامعيون. وصرح جداعي أنه قدم ملف ترشحه بالعاصمة، لكنه سحبه بعد ترشح مصطفى بوشاشي ''أدافع دائما على ضرورة انفتاح الأفافاس على المجتمع المدني وبوشاشي شخصية معروفة في حقوق الإنسان يستحق ترأس القائمة، وذلك يعد نجاحا للحزب وتحقيقا لهدفي الشخصي''·