شيّع سكان مدينة سطيف، أمس، جنازة عجوز قتلها ابنها، المختل عقليا، يوم الجمعة الماضي، تخللها تلاسن بين أفراد العائلة. بعد انتشار نبأ الحادثة التي اهتز لها حي يحياوي الشعبي، تداولت الألسنة مشاهد غريبة عن الجريمة، فمنهم من أكد أن الجاني عذب والدته بشكل وحشي، ومنهم من قال إنه اقتلع عينيها وأذنيها بواسطة سكين، ما ولد حالة استياء كبيرة لدى الناس. وبينت التحقيقات أن الضحية كانت ترفض تحويل ابنها القاتل إلى المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية ببلدية عين عباسة، رغم تصنيفه في خانة من يمثلون خطرا على المحيطين به، على اعتبار أنه كان نجيبا في دراسته وتخرج من الجامعة بشهادة ليسانس في العلوم القانونية. وتؤكد تفاصيل الحادثة، التي تعود إلى مساء الخميس الماضي، أن الأم التي تعيش مع ولدها البالغ من العمر 27 سنة، رغم تهديداته المتكررة بقتلها، وأن شقيقة الجاني الكبرى حلت ضيفة على منزل والدتها رفقة أولادها الصغار، ولم تكن تتوقع أن تكون شاهدة على أبشع جريمة في حق أمها وعلى يد أقرب الناس إليها. ودون سابق إنذار توجه الابن المختل إلى أمه وقام بتوجيه ضربات قاتلة بواسطة عصا على قفاها، وهو يكبّر ويتلو القرآن مع كل ضربة، صارخا بأعلى صوته. ولما حاولت شقيقته التدخل لإنقاذ أمها منه فشلت، وانهارت قوى الأم بشكل كلي، فاستسلمت للضربات القاتلة، فخرجت شقيقتها إلى شرفة المنزل وصاحت مستغيثة ''أنقذوا أمي لقد قتلها، أسرعوا أين الشرطة؟ أين الدرك؟''، فهرع الجيران وحطموا باب المنزل المغلق بإحكام، لتصل بعد ذلك مصالح الحماية المدنية والشرطة أين تمت السيطرة على الجاني الذي كان في حالة غضب هستيري والدماء تلطخ يديه ووجهه. ونقلت الضحية على جناح السرعة إلى مستشفى سطيف، أين خضعت لعلاج مكثف لوقف نزيف في رأسها، قبل أن تتوفى مساء أول أمس. في حين تم إيداع الشاب المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية.