عدم العثور على أداة الجريمة لغز ينتظر أن تفكه المحاكمة من أهم القضايا التي ستعالجها محكمة أدرار الجنائية، جريمة قتل شغلت منذ أكثر من سنتين الرأي العام المحلي، راحت ضحيتها ضابطة الشرطة القضائية شريفة الحاج إبراهيم،31 سنة، في شهر جويلية 2010، حيث يمثل المتهم الرئيسي في القضية، رئيس مصلحة الشرطة الفضائية لأمن ولاية أدرار سابقا، ظريف عبد الكريم، 56 سنة، والموجود رهن الحبس المؤقت، بعدما وجهت له تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وكذا محاولة إخفاء وطمس معالم الجريمة. ويواجه المتهم الرئيسي في القضية حكما بالإعدام، في حال ثبوت الأدلة. وذكرت جهات قضائية أن الملف الذي يوجد بين أيدي قضاة محكمة الجنايات مدعم بالأدلة العلمية، مثل البصمات والتحاليل الطبية المخبرية التي أجريت على دم الضحية والمتهم الرئيسي، حيث جاءت مطابقة تماما لدم الضحية، والتي تدين المتهم. في حين يبقى الملف، حسب ذات المصدر، فارغا من الدليل المادي، حيث لم يعثر المحققون، إلى حد الآن، على الأدوات التي استعملت في تنفيذ الجريمة، وهي النقطة الوحيدة التي توجد في صالح المتهم. تعود تفاصيل الجريمة إلى تعرّض الشرطية شريفة للاختطاف من مسكنها العائلي، الواقع بمحاذاة مقر أمن ولاية أدرار. وفي اتصال هاتفي مع والد الضحية الذي كان في حالة يرثى لها، أكد أنه لا يعلم ماذا وقع لابنته، حيث كان في عطلة خارج الولاية. وقد أعلنت مصالح الأمن في أدرار حالة استنفار قصوى بحثا عن مرتكبي الجريمة، وبقيت القضية محل بحث وتحقيق إلى غاية ظهور نتائجها التي أجمعت على تورط رئيس مصلحة الشرطة القضائية فيها، وهو ما خلف استنكارا واسعا، خاصة أن الجريمة صنفت في خانة السابقة الخطيرة في جهاز الأمن. وكانت الضحية قد تخرّجت من مدرسة الشرطة ضمن دفعة 2005 وأسندت لها مهمة البحث والتحري، إلى أن أصبحت مسؤولة بارزة في صفوف الأمن. ويشهد لها زملاؤها بكفاءتها المهنية وحبّها للعمل.