نائب الأرندي ميلود شرفي: ''الإسلاميون يتباكون على ضياع حلم الربيع العربي'' عرفت العهدة الجديدة للمجلس الشعبي الوطني انطلاقة متعثرة، بتسجيل احتجاجات وانشقاقات في يوم التنصيب، قادها نواب من تحالف الجزائر الخضراء والجبهة الوطنية الجزائرية. انتظر نواب التكتل، الموزعون في القاعة، لحظة المصادقة على تشكيلة لجنة إثبات العضوية المكونة من 20 عضوا للوقوف معا رافعين الملصقات التي تم تجهيزها في وقت سابق. وقاد نائب سطيف في حركة حمس، نعمان لعور، العملية وسط احتجاجات من نواب آخرين، دخل بعضهم في ملاسنات مع زملائهم ''من تكتل الجزائر الخضراء''، فيما اكتفى آخرون بالضرب على الطاولة. ورفض رئيس الجلسة، العربي ولد خليفة (الذي أدار أشغال التنصيب)، منح لعور الكلمة بحجة أن القانون الداخلي لا يتيح ذلك، ثم غرقت القاعة للحظات في الفوضى والصراخ، كان المصورون وأعوان الحراسة والبروتوكول بالمجلس طرفا فيها، بعد منع المصورين من العودة لتصوير الوقفة الاحتجاجية. واشتكى مصورون من أنهم كانوا ضحية اعتداءات من قبل أعوان الأمن، في حين ذكر مسؤول في المجلس أن المصورين تلقوا توجيهات، قبل بداية الأشغال، مفادها أن التصوير مسموح به لعشر دقائق فقط مباشرة بعد انطلاق عملية التنصيب لا أكثر. وانسحب نواب تكتل الجزائر الخضراء من الجلسة، فيما بقي وزير الأشغال العمومية السابق، عمر غول، يتابع المشهد من مكانه، رافضا الانخراط في مسعى رفاقه في الكتلة، ولم يغادر الجلسة إلا بعد مصادقة الحاضرين على تشكيلة لجنة إثبات العضوية. وسئل غول من قبل الصحفيين عن أسباب رفضه الاحتجاج، فاكتفى بالقول أنتم صحفيون ولكم تفسير ذلك كما أردتم. وانبعثت الزغاريد بقوة من أرجاء القاعة، في ظل الحضور النسوي اللافت (145 امرأة). وأبرزت كتلة الجزائر الخضراء، في بيان لها وزع على الصحافيين، أنها ''قررت الانسحاب من هذه الجلسة وتبرئة نفسها مما يترتب عنها''، وأضافت أنها تحتج على النتائج المعلنة التي كرسها المجلس الدستوري والطعن فيها وإدانة الذين تسببوا في التلاعب بها. وحمّلت من أسمتها ب''الجهات الضالعة في ما حدث تبعات هذا الصنيع (التزوير)''. كما أكدت الكتلة البرلمانية للتكتل أنها تحتفظ بحقها في ''النضال البرلماني ورفض غلق الساحة السياسية ومصادرة حق الأجيال''، وأعلنت أنها ''ستقوم بواجباتها كاملة من موقع المعارضة السياسية الراشدة والفاعلة لخدمة الوطن، وحمل اهتمامات المواطنين حيثما وجدوا في داخل الجزائر وخارجها، حماية لحقوقهم ولتكريس الديمقراطية والتعددية في مواجهة مجلس ناقص شرعية''. ومدت الجزائر الخضراء يدها للأحزاب السياسية الأخرى للتنسيق والتعاون ل''تصحيح الاختلال واتخاذ الإجراءات والموقف المناسب حتى تعود الأمور إلى نصابها''. وتبعت الجزائر الخضراء خطوتها الاحتجاجية بمقاطعة جلسة انتخاب رئيس المجلس الجديد، التي تمت بعد الظهر، وصدر القرار في اجتماع بالمقر السابق لكتلة حمس، في ظل استمرار غياب عمر غول حيث يشاع أنه بصدد الاستقالة من حمس وإنشاء حزب جديد. وحضر مراسم التنصيب كل النواب عدا ثلاثة منهم، وبرزت زعيمة حزب العمال لويزة حنون (عهدة رابعة) بغيابها، كما غاب مساعدها رمضان تعزيبت. وذكرت مصادر من الحزب أن حنون بقيت في مكتبها. وأثارت مبادرة نواب الجزائر الخضراء امتعاض كثير من النواب، وتأسف ميلود شرفي، الناطق الرسمي للأرندي والنائب الذي أعيد انتخابه لعهدة رابعة، لما بدر من النواب الإسلاميين، معتبرا إياه ''تباكيا على ضياع حلمهم في الربيع العربي''. وأعلن نواب في الجبهة الوطنية الجزائرية وهم تسعة، عدم اعترافهم بقرارات رئيس الحزب موسى تواتي، الداعية إلى مقاطعة جلسة الافتتاح. وأكدوا، في بيان حصلت ''الخبر'' على نسخة منه، أن ''التصرفات والتصريحات التي يقوم بها رئيس الحزب لا تلزمهم في شيء''.