لم تصمد تشكيلة تكتل الجزائر الخضراء في اليوم الأول من أشغال جلسة التنصيب؛ حيث قاطع نوابها الحاضرون، بعد 20 دقيقة من الافتتاح رافعين بطاقات حمراء مدون عليها "لا للتزوير"، وكان الاستثناء من خرجة الإسلاميين متصدر قائمة التكل بالعاصمة عمر غول الذي رفض الخروج ولم يرفع الشارة الحمراء، ما فهم بأنه تمرد واضح من غول على قيادة حمس خاصة وأن جناح سلطاني بالبرلمان حاول إثبات العكس. أثارت الكتلة البرلمانية الجديدة لتكتل الجزائر الخضراء المكونة من حمس والإصلاح والنهضة موجة من الفوضى والغليان بأروقة المجلس الشعبي الوطني في أول جلساته العلنية برئاسة الدكتور العربي ولد خليفة، متصدر قائمة جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، لاعتبارات قانونية كونه أكبر النواب الجدد سنا، حيث لم يمكث نواب التكتل سوى 15 دقيقة من الجلسة الافتتاحية قبل أن يغادروا القاعة دون سابق إنذار متوجيهن إلى أروقة بناية المجلس الشعبي الوطني في حدود الساعة الحادية عشرة إلا 10 دقائق، مرددين شعارات تدين نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 ماي المقبل وانتهت بفوز كاسح لحزب جبهة التحرير الوطني، كما رفع العديد من القيادات في حمس والإصلاح والنهضة شارات حمراء كتب عليها بالبنط العريض "لا للتزوير" وكان من بين الوجوه التي رفعت هذه الشعارات زين الدين بن مدخن، كمال ميدة والرئيس السابق لكتلة حمس بالبرلمان نعمان لعور، أما من حركة النهضة فقد رفع رئيسها فاتح ربيعي هو الآخر الشارة الحمراء وردد شعارات تنديدية بنتائج تشريعيات 10 ماي، فيما مثل حركة الإصلاح النائب السابق والحالي فيلالي غويني. غول يتمرّد ولم يستجب الوزير الأسبق للأشغال العمومية عمر غول لمبادرة مقاطعة الجلسة، حيث لم يخرج من قاعة الجلسات العلنية وظل يصفق على غرار نواب من أحزاب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، كما لم يغادر الجلسة إلى غاية رفعها رسميا من طرف الرئيس المؤقت الدكتور ولد خليفة، ما أعطى انطباعا عاما، أن التيار بات لا يمر بين الوزير غول وجناح سلطاني بحركة مجتمع السلم التي قرر مجلسها الشوري في آخر دورة له الأسبوع الماضي مقاطعة الجهاز التنفيذي المقبل، وتكون مقاطعة غول لاجتماع نواب حزبه بسبب غضب هذا الأخير. وانتهت خرجة تكتل الإسلاميين ببيان وقعه نعمان لعور منسق المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء، الذي جدد فيه أن مقاطعة الجلسة يبرره عدم الرضى عن نتائج الانتخابات التشريعية والطعن في نتائج طعونها، مضيفا أن الكتلة البرلمانية للجزائر الخضراء ستبقى في تيار المعارضة وتنسق مع كامل القوى السياسية لتصحيح الاختلالات.