حذرت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أمس، من التداعيات الخطيرة لنتائج الانتخابات على النسيج السياسي والداخلي للجزائر، خاصة مع اقتراب موعد الرئاسيات، وقالت: ''الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ,2014 هي التي تغذي المتناقضات داخل النظام وتستجلب التدخل الأجنبي الذي أصبح واقعا في منطقة الساحل''. طالبت الأمنية العامة لحزب العمال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بفتح تحقيق حول سير ومجريات الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في العاشر ماي الماضي. وزكت حنون تقرير اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات ووصفت البرلمان بأنه خطر على الأمة. وقالت حنون في لقاء مع الكتلة البرلمانية لحزبها إنه ''يتعين على الرئيس بوتفليقة فتح تحقيق حول سير الانتخابات التي كانت غير نزيهة ومفبركة منذ البداية''. وتساءلت حنون عن سبب صمت الرئيس بوتفليقة وعدم تعليقه على سير الانتخابات ونتائجها، وقالت إن حزبها يتوجه إلى رئيس الجمهورية الذي وعد والتزم وهدد، لكنه الآن يلتزم الصمت، رغم التداعيات التي أفرزتها، وزيادتها لمستوى التشكيك في كل مؤسسات الدولة وإقحام الإدارة والقضاء والعسكر في التزوير. وأضافت: ''ضيعنا الموعد وأجهض المسار الانتخابي والانتخابات جرت عكس التزامات الرئيس بوتفليقة، واللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات أثبتت بالدليل أن نتائج الانتخابات مزورة ومفبركة''. وكشفت حنون في هذا السياق أن متصدر قائمة الحزب في ولاية فالمة، قوادرية اسماعين، يملك شريطا مصورا يظهر فيه أحد قضاة اللجنة المشرفة على الانتخابات وهو يصرخ: ''هذه ليست انتخابات''. وأكدت أن حزبها يملك عشرات الأدلة التي تثبت تزوير الانتخابات بشكل مفضوح، مشيرة إلى أن التزوير استهدف إنقاذ حزب جبهة التحرير الوطني وإطالة عمر النظام. وأكدت حنون أن ''البرلمان الحالي ليست له أية مصداقية ويفتقد إلى الشرعية أكثر من البرلمانات السابقة بما فيها برلمان .''1997 ووصفت البرلمان بأنه ''خطر على الأمة بسبب المال الوسخ الذي اقتحمه، ولن نشارك في هياكل المجلس ولا في تسييره، وأنا لم أحضر تنصيب البرلمان كطريقة للاحتجاج على ذلك''. وتساءلت: ''كيف يمكن عرض دستور الأمة على برلمان فاقد للشرعية؟''، واعتبرت ذلك ''مخاطرة بالأمة''. ونفت الأمينة العامة لحزب العمال التي حصل حزبها على 27 مقعدا، تورط الحزب في مفاوضات مع السلطة للحصول على مقاعد، وقالت: ''نحن لا نحصل على المقاعد بالتفاوض، ولم يحدث أبدا أن فاوض حزبنا أو تورط في مساومة مع النظام حول مقاعد أو مناصب أو امتيازات، ولسنا معنيين بالمقايضة ولا بالمساومة حول المقاعد''.