طالب أئمة ومؤرّخون بوزارة الثقافة بإعادة مخطوطيْن لهما قيمة تاريخية هامة، يوجدان في مكتبة جامع الزيتونة بتونس، ويتعلّق الأمر بشرح موطأ الإمام مالك وشرح صحيح البخاري للإمام الحافظ أبو مروان الشريف المتوفي بعنابة سنة 501 هجري. وذكر المشاركون في اليوم الدراسي حول التراث الثقافي والذاكرة المنظم، مؤخّراً، من طرف مديرية الثقافة بعنابة، أنّ هذين المخطوطين هما إرث ثقافي جزائري صرف، وطالبوا السلطات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة الثقافة، بإعادة المخطوطين أو نسخ عنهما إلى مسجد أبي مروان الشّريف بالمدينة القديمة بعنابة، حيث يتواجد ضريح هذا العالم المرابط، المولود سنة 438 هجري بإشبيلية، والذي اشتهر في علم الحديث الشّريف رواية ودراية وفقهاً. وأكّد المتدخلون من أئمة ومؤرخين أنّ أبا مروان الشّريف القرشي الأندلسي، قدم إلى عنابة نهاية القرن الخامس الهجري، فعمّر الجامع الذي شيّده أبو الليث البوني، وجعله كلية إسلامية في المنطقة. وبني المسجد الجامع سنة 425 هجري، حيث ظلّ منارة للعلم، يأتيه الطلبة من مختلف البلدان، يتدارسون فيه علوم الدِّين، إلى غاية احتلال عنابة، حيث حُوِّل إلى مستشفى عسكري وتمّ العبث بمحتوياته وهدّمت القبتان، فأهديت إحداهما إلى خديوي مصر. وأضاف هؤلاء أنّ أعيان بونة ظلّوا يطالبون باسترجاع هذا الصرح الحضاري إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أعيد المسجد إلى أهل العلم، وظلّ يؤدّي وظيفته الدينية والتعليمية. وذكروا أنّ معلومات مؤكّدة أشارت إلى وجود المخطوطين في جامع الزيتونة بمدينة القيروان بتونس، حيث تمّ نقلهما من قبل بعض طلبة مسجد أبي مروان، مخافة من التلف، عندما تمّ العبث بمحتويات المسجد أثناء الاحتلال. واعتبر الأئمة أن إعادة فتح جامع الزيتونة بتونس ومتانة العلاقة بين الدولتين، سيسهّل من عملية إعادة المخطوطين.