أكدت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أمس، أن الحديث عن موافقة إدارة البيت الأبيض الأمريكي على منح الحصانة للرئيس السوري بشار الأسد مقابل تنحيه عن الحكم لا أساس لها من الصحة، في إشارة إلى عدم إبداء أمريكا الموافقة على مشاركة الأسد في المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف السويسرية، فيما أفاد المتحدث باسم الأبيض، جاي كارني، أنه ما من معطيات تفيد بأن الأسد على استعداد لقبول مثل هذه الصفقة. بالموازاة، رحبت الخارجية الأمريكية بخبر انشقاق الطيار السوري، في تأكيد على أنه ''مجرد بداية''، حيث دعت قادة الجيش إلى التخلي عن النظام، فيما أوردت صحيفة ''الدايلي تيليغراف'' البريطانية نقلا عن مصادر مطلعة معلومات تفيد بدخول مجموعة من الشخصيات المقربة من دائرة الحكم في سوريا في اتصالات مع العواصمالغربية ومع المعارضة تحسبا لإعلان الانشقاق، في حين قال السفير الأمريكي في سوريا، روبرت فورد من واشنطن، إن على الجيش السوري بجنوده وضباطه أن يعيدوا التفكير في دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد، محذرا من أنه ستتم مطاردة المشاركين ومحاكمتهم، وهو ذات ما ذهبت إليه الخارجية الفرنسية التي أكدت أنها تكتفي بتقديم الدعم الفني للمعارضة دون بلوغ الأمر حد تسليحها بمعدات عسكرية، في حين رحبت بانشقاق الطيار السوري ودعت إلى التخلي عن ''النظام المتهاوي''. وقد تزامنت هذه الدعوات للجيش السوري بالانشقاق مع تأكيد المعارضة السورية خبر إعلان أربعة ضباط أشقاء انشقاقهم عن الجيش وهم عميدان وعقيدان، مؤكدين التحاقهم بالجيش الحر المنشق، فيما تستمر التحذيرات من ارتفاع حجم العنف بفعل الاشتباك المتواصل بين الجيش النظامي والجيش المنشق عنه. من جانب آخر، نفت تركيا، أمس، أن تكون وراء تسليح المعارضة، مثلما أشارت إليه بعض التقارير في الفترة الأخيرة، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، سلجوق أونال، أن ''تركيا لا تزود بالأسلحة أي بلد مجاور بما فيها سوريا''، فيما اتهمت تركيا الجيش السوري بإسقاط طائرة تركية كانت تحلق فوق المياه الإقليمية السورية. ميدانيا، أعلنت الأممالمتحدة ارتفاع عدد السوريين الذين هم في حاجة فورية لمساعدات إنسانية إلى حوالي مليون ونصف المليون شخص، فيما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصعوبات في إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين في عدد من المناطق بسبب الأوضاع الأمنية. من جهته، طالب رئيس بعثة المراقبين الدوليين في ندوة صحفية إلى جانب كوفي عنان، المبعوث الأممي إلى سوريا بضرورة تسليح المراقبين لتأدية مهامهم على ''أكمل وجه''، وصرح قائد عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة إرفيه لادسوس بأن المنظمة الدولية ستبقي على مراقبيها في سوريا إلى حين موعد انتهاء المهمة في 20 جويلية القادم. من جانبه، وصف كوفي عنان أمس ''الأوضاع في سوريا بأنها حرب أهلية خارجة عن السيطرة''، داعيا إلى احترام الحل السلمي وإلى إشراك إيران في الحل، بالنظر لكونها ذات تأثير على النظام السوري.