الإخوان أمام خياري النموذج الإيراني أو التركي يرى رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اللواء الدكتور قدري سعيد، بأن الرئيس الجديد والقيادي في حركة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، سيكون أمام امتحانات وتحديات صعبة، على المستويين الداخلي والخارجي، تفرض عليه اختيار سياسات واستراتيجيات متوازنة، بهدف تطبيق كل وعوده الانتخابية، مشيرا إلى أن مرسي مطالب بإرساء علاقات طيبة مع الغرب وأمريكا ومع الدول الخليجية، ومواجهة، في نفس الوقت، الدوائر المتشددة داخل جماعة الإخوان. وقال الدكتور قدري سعيد، في اتصال مع ''الخبر''، إن أول شيء يواجه مرسي هو الصورة المرسومة حوله، وحول الإخوان، التي تحيل إلى التشدد، وعليه أن يعمل على تغيير هذه الصورة، وإلا ستؤثر عليه بشكل سلبي في المستقبل. إلى جانب الوفاء بتعهداته بألا يقتصر فريقه الحكومي والرئاسي فقط على الإخوان، بل يشمل كل القوى، لأن ''مرسي فاز بصعوبة، ونده في الانتخابات لم يكن بعيدا جدا من حيث نسبة الأصوات، ما يجعل كل تحركاته تحت المجهر. ونفس الشعب الذي صوت له يمكن أن يعاقبه''. وعن التحديات التي تنتظر الرئيس المصري الجديد، يقول الدكتور قدري سعيد ''أول تحدٍّ سيواجه مرسي سيكون أمنيا، لأن مصر عانت كثيرا من الجانب الأمني خلال الفترات الماضية، وعليه أن يعمل على استتباب الأمن. أما التحدي الثاني فهو اقتصادي، لأن الاقتصاد المصري تلقى ضربة كبيرة، وحركة السياحة توقفت، وبالموازاة مع ذلك هناك تزايد في عدد السكان، وبالتالي فإعادة دفع عجلة الاقتصاد نقطة مهمة، ولها علاقة بالخارج، ما يحتم عليه علاقات واضحة مع الغرب وأمريكا''، ويضيف المتحدث ''أتصور أن مرسي أمام نموذجين، إما الإيراني، وينغلق على نفسه ويعادي الغرب، وإما النموذج التركي ويبقي على علاقات قوية مع الغرب''. ويواصل المتحدث، في قراءته للتحديات الداخلية لمرسي، قائلا ''وهناك عدد كبير من الأحزاب، إلى جانب شباب الثورة الذين سينظمون إلى الأحزاب ويكونوا تنظيمات سياسية قوية، ستنافس الإخوان وتراقب عملهم. كما أن نتيجة التصويت أظهرت بأن هناك نسبة كبيرة قالت للإخوان نحن نختلف معكم. وبالتالي إذا لم يركز مرسي على السياسة الداخلية فسيؤثر ذلك عليه كثيرا''. وفي رده حول سؤال بخصوص علاقات مصر، في عهد الإخوان، مع إسرائيل والغرب، قال: ''ربط علاقات مع الغرب يعني أيضا ربط علاقات معقولة مع إسرائيل. والإخوان إما أن ينظروا إلى هذه العلاقات بنظرة متفتحة، أو ينظروا إلى الغرب بنظرة العدو، وأنه ضد الإسلام، وبالتالي تكون مصر قد اختارت النموذج الإيراني''. وبرأي رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فإن ''الإخوان يميلون إلى النموذج التركي، لأنني تواصلت معهم، ووجدت عندهم رغبة في الاستماع، ويدركون أهمية العلاقات مع الغرب''. ويصف الدكتور قدري سعيد وضع الإخوان في السلطة، وقدرتهم على نسج علاقات طيبة مع الغرب ودول الخليج التي لا تربطهم بها علاقات طيبة ''بالمعادلة الصعبة، لأن لديهم مشكلة في العلاقات مع السعودية وأغلب دول الخليج، وإذا لم يغيروا من سياستهم، ويتخلوا عن لغة الأحزاب، ستواجههم أوضاع صعبة في المستقبل، خاصة على الصعيد الداخلي. كما عليهم أن يتعاملوا بانفتاح مع الغرب، وأظن أن مرسي، الذي تعلم في أمريكا، يعرف جيدا مناخها وكيف يتعامل معها. وعلى مرسي أن يضع مسافة بينه وبين التيارات المتشددة داخل الإخوان، وإلا سيدفع الثمن غاليا''. وبخصوص العلاقات مع إسرائيل، ومستقبل اتفاقية كامب ديفيد، يرى الخبير الإستراتيجي بأنه ''من الصعب جدا إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، لأن كل الشارع المصري يعرف بأن استرداد صحراء سيناء لم يكن في حرب 73، بل عبر هذه الاتفاقية''. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقال ''الإخوان لم يعطوا، إلى حد الآن، تصورهم في التعامل مع القضية الفلسطينية''. ولا يرى الدكتور قدري سعيد أي تأثير للقانون الدستوري المكمل على عمل الرئيس الجديد، لأن، حسب تقديره، الصلاحيات التي أخذها المجلس العسكري مرتبطة بتسيير الفترة الانتقالية، ومع صياغة دستور جديد، وانتخاب مجلس شعب، سوف لن يكون هناك أي دور للمجلس العسكري، وسيصبح من الماضي''.