قدم أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار نفسه، في آخر بيان صدر عنه، بأنه القائد الفعلي للجماعات الجهادية المسلحة الموجودة في إقليم أزواد، وتحدث بلغة القائد العام للمسلحين الإسلاميين السلفيين، بمن فيهم جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وتضمن بيان وقعه مختار بلمختار ونشرته صحيفة موريتانية قبل أيام، إشارات قوية تؤكد تحكمه في جماعات المسلحين الإسلاميين التي اقتحمت العاصمة الأزوادية غاو. تبنى مختار بلمختار المطلوب في الجزائر وعدة دول إفريقية وأوروبية، بتهم الإرهاب الدولي والمحكوم عليه غيابيا بالإعدام 6 مرات من طرف محاكم جزائرية، أهمها حكم بالإعدام لاتهامه بقتل 13 جمركيا جزائريا، تبنى بشكل غير مباشر عملية خطف الدبلوماسيين الجزائريين في مدينة غاو المالية في بداية شهر أفريل الماضي، حيث أكد بأنه هو ومقاتليه كانوا موجودين في المدينة منذ اقتحامها من قبل مسلحي حركة تحرير أزواد والجماعات الإسلامية والجهادية التي دخلت المدينة. وجاء في البيان الذي أصدره عقب تداول إشاعات عن مقتله خلال الاشتباكات في غاو، نهاية شهر جوان الماضي، بأنه يمتلك الكثير من السلطة والنفوذ على الجماعات الجهادية الموجودة في المنطقة وأهمها القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، حيث تضمن بيانه الكثير من العبارات مثل قررنا، دعونا ثم ''اضطررنا للتدخل على عجل، لوقف إراقة دماء المسلمين... وتعرضنا لرماية مباشرة من قبل عناصر الحركة، ما أدى إلى إصابة إحدى سياراتنا بأعيرة نارية، ولكن قمنا بضبط النفس''. ومن المعروف، حسب أغلب المصادر، أن الاشتباكات وأعمال العنف التي شهدتها غاو كانت بين مسلحين إسلاميين سلفيين من جهة، وعناصر من حركة تحرير أزواد، ما يعني أن مختار بلمختار كان القائد الأعلى لمسلحي الحركات السلفية الجهادية في مدينة غاو، حيث كان يدير المعارك، على حد قوله، وكان يقرر مصير الأسرى والجرحى ويفاوض السكان الغاضبين. ورغم مرور عدة أيام عن صدور بيان مختار بلمختار، المدعو خالد أبو العباس، فإن أية جهة لم ترد على البيان لنفي ما جاء فيه، وهو ما يعني أن التشكيلات العسكرية الرئيسية الموالية للتيار السلفي الجهادي والتي تضم أشخاصا من جنسيات مختلفة في إقليم أزواد باتت تدين بالولاء والسمع والطاعة لمختار بلمختار إلى أن يثبت العكس. وإذا كان البيان المنسوب لمختار بلمختار دقيقا في المعلومات التي تضمنها، فإنه يصلح كقرينة لإثبات تورط أمير كتيبة الملثمين في عملية خطف الدبلوماسيين الجزائريين. وكانت المعلومات المتوفرة في السابق تشير إلى أن مختار بلمختار قد تمت تنحيته من إمارة الصحراء التابعة لقاعدة المغرب وتعيين خليفة له، ثم أشارت تقارير أمنية إلى أن الرجل كان من مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.