وزارة الصحة حذرت من ''تضخيم'' وصفات المرضى عمادة الأطباء: الصيدلي قادر على شطب بعض الأدوية حذرت جمعيات حماية حقوق المريض وصيادلة من تضخيم أدوية الوصفات من طرف عدد من أطباء القطاع العام والخاص، خدمة لمصالح مخابر أجنبية تلزم هؤلاء، بناء على المزايا والإغراءات التي تمنحهم إياها، بوصف أدوية محددة دون أخرى. وبينت الدراسات بأن الوصفة الطبية الجزائرية هي الأكثر احتواء على الأدوية دون غيرها في بقية البلدان. أوضحت مصادر مسؤولة ل''الخبر'' بأن عدة شكاوى وتقارير بلغت مصالح وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بخصوص قضية تضخيم الوصفات الطبية وتضمينها أدوية لا معنى لها، بهدف رفع فاتورة استيراد الأدوية وخدمة لمصالح المخابر الأجنبية. وبينت التحريات الأولية أن الأطباء الخواص والعموميين يصفون أدوية كثيرة للمرضى، حيث بيّن التدقيق في عدد من الوصفات الطبية بأن طبيبا ما يعمل في مستشفى كبير بالجزائر العاصمة، يصف أدوية جلدية من نفس الصنف والفعالية للمرضى، بعد أن ''تعاقد'' مع أحد المخابر التي منحته صفة ''الطبيب الشرفي'' لمكتبها بالجزائر، ويستفيد سنويا من سفريات إلى خارج الوطن على حساب المخبر. كما أن أطباء خواص في تخصص طب الأطفال وكذا طب الأسنان، يلحون على وصف أدوية بعينها من إنتاج مخابر أجنية، في حين أن نفس الدواء منتج من طرف صيدال. وحذرت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بناء على هذه التقارير من استمرار مثل هذه الممارسات في القطاع العام، والمنافية لأخلاقيات المهنة، حيث أوضحت في عدة اجتماعات مع إطاراتها بأن الوقوف على مثل هذه التجاوزات لا يمكن السكوت عنه، مع ضرورة رفع تقارير لتحويل الأطباء على لجان التأديب. من جهته، أوضح رئيس عمادة الأطباء، محمد بقاط بركاني، بأن ''مثل هذه الممارسات موجودة لكنها محدودة''. وتابع ''ما دامت الأدوية قد دخلت بصفة رسمية إلى السوق الجزائرية، فهي تخضع لقوانين وتسجيل من طرف وزارة الصحة، وتخضع للرقابة من طرف المخبر الوطني للأدوية، وثالثا فهي تسوق للصيادلة الخواص والطبيب يصفها للمريض''. واعتبر بركاني بأن ''من حق الصيدلي استبدال دواء بدواء جنيس عندما يرى بأنه متوفر محليا''. كما أن جميع الصيادلة لهم تعاقد مع صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، وبالتالي فالدواء يتم تعويضه للمريض. أما بخصوص تمكين عدد من الأطباء بالمزايا والإغراءات، فأشار المتحدث إلى أن ''السفريات لحضور المؤتمرات العلمية على حساب المخابر الأجنبية أمر كان معمولا به في السابق فقط''. كما أن معظم ''المخابر العالمية لها مواثيق شرف أخلاقيات، تم إمضاؤها بما يخوّله القانون وتمكين الأطباء من الحصول على مزايا ولو كان الأمر يتعلق بزوجات الأطباء''. في سياق متصل، حذر تقرير للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية من الوصف الزائد للأدوية من طرف الأطباء، حيث أوضح تقرير له، بأن ''الوصفة الطبية الجزائرية تحتوي أكبر عدد من الأدوية دون غيرها من الوصفات في العالم''. وهو ما جعل الجزائر تستورد 75 بالمائة من الأدوية من الخارج، حيث ارتفعت فاتورة الاستيراد السنة الماضية إلى مليار و900 مليون دولار.