هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عمّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم. وُلد سيّدنا عليّ قبل البعثة بعشر سنين، وتربّى في حجر النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وفي بيته. أوّل مَن أسلَم بعد خديجة وهو صغير، كان رضي الله عنه يلقب ''حَيْدَرة'' وكنّاه النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، ''أبا تراب''. وكان كرَّم الله وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشّعر، عريض اللّحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصّحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه. ولمّا هاجر النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة إلى المدينة، أمر سيّدنا عليّ أن يبيت في فراشه، وأجله ثلاثة أيّام ليؤدّي الأمانات الّتي كانت عند النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إلى أصحابها ثمّ يلحق به إلى المدينة، فهاجر الإمام عليّ من مكة إلى المدينةالمنورة ماشيًا. شهد الإمام عليّ المشاهد كلّها مع النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، إلاّ غزوة تبوك، واصطفاه النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، صهراً له وزوّجه ابنته فاطمة الزّهراء، وأعطاه اللّواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن.