الإمام الفقيه والولي الصّالح الشيخ محمّد بن عبد القادر رحو. من مواليد 8 أفريل 1901م بالعزيزية دوار الميهوب بالمدية. أقبل منذ صغره على الدراسة والتّحصيل على العالم الجليل الشيخ عبد القادر قديري المدعو الحمامي. تلقّى رحمه الله علوم الفقه واللغة والحديث وأصول الدّين والتّفسير والحساب والفلك إلى غير ذلك ممّا تقدّمه الزوايا من علوم، وتخرّج من إحدى الزوايا بولاية بجاية وحصل على شهادة مختومة بختم الشيخ عبد القادر قديري الحمامي رحمه الله تعالى. طلب -بعد تخرّجه- من شيخه رخصة للتّدريس والإمامة لنشر العلم والمعرفة، فأرسله إلى المسجد الأكحل -بناه الشيخ الحمامي- ببلكور بالجزائر العاصمة، وقد مكث بهذا المسجد فترة لا بأس بها. وبعد استكمال الخدمة العسكرية -بعد أن نُقل إلى فرنسا قسرًا- وعودته إلى أرض الوطن، باشر فور وصوله نشاطه المعهود فأسّس لذلك زاوية في منطقة تدعى ''الرحبانية'' في الأخضرية، فقصده طلاب العلم والمعرفة، كما أسّس زاوية في ''تابلاط''، ثمّ زاوية أخرى في أعالي بلدية مفتاح ولاية البليدة، ثمّ زاوية أخرى في ''السواعدية'' بمدينة مفتاح أيضًا. لم يأل الشيخ رحو رحمه الله شيئًا في سبيل مناصرة الثورة التحريرية والدعوة إلى الجهاد. فلم يتوان المحتل عن اعتقاله سنة 1956 وسجنه وتعذيبه في سجن يدعى ''بوقندورة'' ببلدية الأربعاء، ونقل بعدها إلى سجن بمفتاح وخضع للتّعذيب الشّديد. وفي هذه الأثناء تمّ اعتقال ابنه البكر محمد رحو وعدد من رفاقه وعمره آنذاك 18 سنة بسبب نشاطه الثوري المعادي للمحتل، واقتيد إلى البلدة التي يسكنها وأُعدم رفقة اثنين من رفاقه أمام أعين أهله عام 1957 رحمهم الله جميعًا. استمرّ الشيخ رحمه الله في ممارسة نشاطه الديني كإمام بمسجد الحراش ثمّ انتقل إلى مسجد رويسو، ثمّ مسجد العربي التبسي ببلوزداد وكان ذهابه إليه بإلحاح من سكان بلكور، وهو آخر محطة وأطولها في الإمامة والتّدريس إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 1998م.