صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله أمس أن الزوايا تشكل "الجذور الحقيقية للمجتمع". وقال الوزير وهو يعاين عدد من الزوايا بولاية البويرة أن هذه الأخيرة تشكل "الجذور الحقيقية للمجتمع وهي رمز المناعة والمقاومة"، واستمراريتها كما قال تعني استمرارية المجتمع واندثارها يؤثر سلبا عليه. وبعد أن زار الوزير زاوية الشيخ عبد القادر الحمامي ببلدية امعالة بدائرة الاخضرية دعا الى "البقاء دوما أوفياء لهذا التراث المجيد" وكذا الى ضرورة إعادة بعث هذا المعلم الديني والتاريخى والآثري واسترجاع نشاطه التعليمي وتمتين ارتباط وتشبث السكان به من خلال المواظبة على زيارته واطلاع الناشئة عليه وجعله منارة علم واشعاع ثقافي وفكري وديني كما كان بالأمس القريب. يذكر أن زاوية الشيخ الحمامي المنتهجة للطريقة الرحمانية قد أسسها الشيخ عبد القادرالحمامي سنة 1870. وولد هذا الشيخ -حسب الشروح المقدمة- سنة 1850 وتوفي سنة 1934. وكانت هذه الزاوية المحتوية آنذاك على ثلاثة أقسام مخصصة إحداها للصلاة والآخرى لتعليم القرآن والثالثة لتلقين الدروس والمحاضرات قد تخرج منها حوالي 800 طالب ومنهم من يشغل اليوم مناصب سامية في الدولة. وقام بعض الشيوخ المتخرجين من هذه الزاوية حسبما استفيد من الشروحات بتأسيس زوايا أخرى على المستوى الجهوي. وتجدر الإشارة الى أن زاوية الشيخ الحمامي كانت قد استعادت نشاطها التعليمي والقرآني غداة الإستقلال سنة 1963 وذلك بعدما أقدم المستعمر إبان الثورة التحريرية على محاولة طمسها والحد من نشاطها وتحويل السكان نحو المحتشد المجاور لها . وفي سنة 1989 قام الشيخ عبد اللطيف أحد أبناء شيخ هذه الزاوية بالسعي لإعادة فتحها ثانية غير أن هذا المسعى تعثر بفعل العشرية السوداء. ويرتقب أن تعرف هذه الزاوية بعد زيارة وزير الشؤون والاوقاف لها إعادة بعث وتوسيع وترميم وكذا تشييد مدرسة قرآنية جديدة بها، علما أن الولاية كانت قد خصصت مبلغ 10 ملايين دج لإعادة تهيئتها وترميمها.