يجد لاعبو كرة القدم والرياضيون المسلمون أنفسهم سنويا في مواجهة الخيارات الصعبة ما بين الالتزام بفريضة الصيام في شهر رمضان المبارك وما بين الحرص على تقديم أفضل أداء لهم في الملاعب الرياضية. هذه المعادلة تزداد صعوبة خاصة مع دخول كثير من اللاعبين المسلمين حالة الاحتراف الحقيقي في أوروبا، ولا توجد حتى الآن فتوى شرعية واحدة مرجعية تنهي الجدل. وإذا كان اللاعبون العرب لا يواجهون أي إشكال في البطولات المحلية كون الحديث عن ضرورة الإفطار خلال التدريبات أو المباريات من ''الطابوهات''، فإن النقاش يشتد أكثر في أوروبا حول مدى سماح الأندية والمدربين للاعبين المسلمين بالصيام، حيث تسبّب صيام اللاعب الغاني علي مونتاري الذي يلعب في نادي إنتر ميلان الإيطالي في غضب مدربه جوزيه مورينيو الذي قال ... رمضان جاء في توقيت غير مناسب، مما أغضب المرجعيات الإسلامية في إيطاليا. ولم يكن اللاعب مونتاري موفقا في أول مباراة وظهرت عليه إشارات التعب وتم استبداله بعد 30 دقيقة وكان عقابه أن المدرب حرمه من المشاركة في المباراة القادمة المهمة جدا أمام منافسه في المدينة أ. سي ميلانو. وفي إسبانيا كان اللاعب المالي في نادي اشبيلية فريديريك كانوتيه قدوة اللاعبين المسلمين، حيث فرض منطقه على مدربه نظرا لالتزامه بتعاليم الدين الإسلامي، وتوصّل إلى اتفاق معه على الصيام خلال المباريات، وهو ما فعله كذلك الثلاثي المسلم في ريال مدريد الحسن ديارا ومحمد ديارا من غانا والفرنسي ذي الأصول الجزائرية كريم بن زيمة، فاحترمت إدارة النادي قرارهم. وعلى العكس من ذلك، فقد رفضت إدارة نادي برشلونة المنافس الرئيسي لريال مدريد الموافقة على صيام ثلاثة لاعبين مسلمين، وهم الفرنسي إريك أبيدال والمالي سيدو كيتا والإيفواري يحيى توريه. وهكذا، تتباين المواقف ما بين اللاعبين وأنديتهم ويضطر بعض اللاعبين الخضوع لأوامر الأندية والمدربين الرافضة للصيام، في ظل غياب فتوى صريحة قد تسمح للاعبين بالإفطار في أيام المباريات وتعويض ذلك في أيام لاحقة، وهي مطالبات كرّرها الكثير من اللاعبين المسلمين في الدول المسلمة وفي أوروبا ، وهم يشعرون بأنهم الحلقة الأضعف في معادلة كرة القدم الحديثة التي لا تأبه إلا بالتنافسية العالية والعوائد المالية وتعتبر اللاعب آلة إنتاج بدون مشاعر.