البعض استفاد من المونديال دون أن يعرق عليه كثيرون من يعتقدون أن أصول قائد فريق أولمبي الشلف سمير زاوي، من ولاية ''الشلف'' نظرا لقصة الحب التي تربطه بالفريق وحماسه المفرط في الذود عن ألوانه، إلى درجة معاداته لبعض الفرق من أجله، وخير دليل ما حدث له في اللقاء الذي جمع فريقه بمولودية وهران منذ بضع سنين. لكن زاوي قدم إلى الشلف من مسقط رأسه عين بوسيف بولاية المدية، المدينة التي ولد فيها يوم 03 جوان العام 1967، واحتضنه أهل هذه البلدة بحرارة، ما جعل شهامته ترفض نكران الجميل. في سرده لذكريات طفولته، قال زاوي إن بدايته مع مداعبة الكرة كانت بالحي الشعبي عبراس، قبل التنقل العام 1986 إلى فرنسا، مع والده الذي كان يعمل في أحد مصانع بناء السفن في مدينة نانت الفرنسية، لكنه لم يلبث أن عاد بعد سنة واحدة إلى عين بوسيف لوحده وتكفلت به جدته، مشيرا إلى أن والده لم يكن متحمّسا لأن يصبح لاعب كرة قدم، من خلال حرمانه من ممارستها، مع أن سمير كان تلميذا نجيبا في الدراسة. لكن شغف الفتى بهذه اللعبة، دفعه إلى المثابرة على ممارستها خفية، وخاصة عندما يتنقل والده إلى سوق السيارات بمدينة سيدي عيسى، لكن سرعان ما خضع والده للأمر الواقع، حين علم بأن سمير أمامه مستقبل زاهر في كرة القدم. وعند انضمامه لفريق عين بوسيف، كان زاوي يريد اللعب مع الأكابر في أسرع وقت، وتحقق له ذلك، وبقي في فريق مسقط رأسه 4 مواسم ابتداء من العام 1988، قبل أن يتنقل إلى نجم البروافية، حيث أمضى إجازة مقابل راتب شهري بقيمة 8 آلاف دينار جزائري، غير أن إدارة النجم لم تلتزم بالاتفاق المعنوي المبرم بين الطرفين، وكاد أن يتوقف عن اللعب، لولا إلحاح مدرب نجم البروافية، آنذاك، بلقاسم مقدادي، على مواصلة اللعب، لينضم مجددا إلى فريق عين بوسيف، قبل الالتحاق بفريق أولمبي المدية، فكانت إحدى المباريات التي خاضها ضد أولمبي الشلف بوابة لمشوار آخر. لن أنسى طريقة إبعادي عن المنتخب الوطني وأترك سعدان مع ضميره لايزال قائد أولمبي الشلف يتذكر بحسرة ومرارة طريقة إبعاده عن المنتخب الوطني وحرمانه من المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010، خاصة أن مستواه كان في تصاعد مطّرد من الناحية الفنية والبدنية، وكل زملائه في الشلف كانوا يتوقعون أن يكون ضمن كتيبة سعدان في جنوب إفريقيا، ''لن أنسى اليوم الذي بلغني فيه خبر إبعادي عن المنتخب عن طريق أحد الأصدقاء الذي أعلمني بأن الناخب الوطني رابح سعدان كشف في الإذاعة الوطنية عن اللاعبين المبعدين، وشعرت حينها بالإهانة، لأنه كان يتوجب على المدرب إبلاغي بالقرار، وتأكدت حينها أنه لم يقدر على مواجهتي، لأنه ليس لديه أي عذر بعد أن أديت واجبي على أكمل وجه في المباريات التي لعبتها، وبالتالي أترك سعدان مع ضميره''. الخسارة أمام صربيا دفعنا ثمنها نحن المحلّيين استطرد زاوي يقول: ''السبب الرئيسي لإبعادي عن المنتخب الوطني هو الخسارة أمام صربيا وديا، وهي المقابلة التي أجبرت المدرب سعدان على إحداث ثورة في التشكيلة من أجل التصدي لانتقادات الصحافة وكذا محبي المنتخب الوطني، ودفعنا نحن المحليين ثمنها رغم مساهمتنا في قيادة المنتخب لنهائيات كأس العالم، من خلال تضحياتنا في التصفيات وخاصة في مواجهة مصر بأم درمان''، مضيفا '' كان يفترض بالمدرب سعدان التفكير مليّا، وعدم التسرّع في اتخاذ قرار إبعادنا بعد عودتنا من نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومع ذلك فأنا لست حاقدا على سعدان الذي أكنّ له الاحترام، فهذه هي كرة القدم، وعليّ تقبّل ما حدث، رغم الإحباط الذي تعرضت له.. صراحة كنت رفقة رحو وفاواوي قادرين على المشاركة في المونديال''. ويكفيه فخرا أن الفضل يعود إليه في تكسير الحاجز بين اللاعبين المحليين والمحترفين في المنتخب الوطني، ما سمح بكسب مجموعة متجانسة ومتحدة فيما بينها، مثلما يوضح ''في بداية الأمر، كان اللاعبون المحترفون في جهة والمحليون في جهة أخرى، سواء في الطائرة أو الفندق أو حتى في التدريبات، ولكن الله وفقني لكسر الحاجز وذلك بشهادة جميع اللاعبين''. بعض اللاعبين الدوليين استفادوا من مزايا المونديال دون تعب زاوي قال إنه دفع ثمن غيرته على الوطن بإبعاده عن التشكيلة الوطنية، مثلما يقول: ''لن أنسى الخيبة التي انتابتني عند الإعلان عن إبعادي عن المنتخب المقبل على المونديال، كيف لا وأنا شاركت في جميع المباريات التصفوية وحاربت في أدغال إفريقيا من أجل الجزائر، وعندما يحين موعد أغلى منافسة عالمية تجد نفسك مبعدا دون سابق إنذار، ليأتي آخرون للاستفادة باللقب المونديالي دون أن يعرقوا عليه، وأسأل سعدان عما إذا كان هؤلاء سيأتون قبل التأهل إلى العرس العالمي''. لن أنسى سعادتي العام 2005 وخيبتي سنة 2010 يبقى التتويج بكأس الجزائر العام 2005، في نظر قائد أولمبي الشلف، أحسن ذكرى في مشواره لأنه أول لقب وطني يناله، إضافة إلى تتويجه بأول لقب وطني العام 2011، وبالمقابل يبقى يحتفظ بأسوأ ذكرى في شهر مارس من العام 2010 عندما تم إبعاده عن المنتخب الوطني.