الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره• وهي من الكبائر وعظائم المنكرات، وهي في حرمتها كأكل لحم الميت قال الله تعالى:''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ''(سورة الحجرات 21)• ووجه الشبه أن الإنسان يتألم قلبه من قرض عرضه كما يتألم بدنه من قطع لحمه لأكله بل أبلغ لأن عرض العاقل عنده أشرف من لحمة ودمه• وكما لا يحسن من العاقل أكل لحوم الناس لا يحسن منه قرض عرضهم بالطريق الأولى• وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع:''إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا• ألا هل بلغت'' وأيضا ''كل مسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه''•• إلى غير ذلك من النصوص التي تؤكد على حرمة الغيبة• وحري بالعاقل ألا ينطق إلا بخير، ولا يذكر أخاه إلا بخير، ولا يفرط في ضياع حسناته بسبب غيبته لأخيه، قال قتادة:''ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة وثلث من البول وثلث من النميمة''• وكان الحسن يقول: ''ابن آدم إنك لن تبلغ حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك''• وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله من كان هكذا•