أكد وزير الداخلية السورى محمد الشعار أن القوات السورية ستقوم باقتلاع كافة أشكال الإرهاب، مجددا دعوته لحاملى السلاح فى البلاد إلى ”العودة إلى رشدهم”. وذكر الشعار في أول ظهور له على التلفزيون السوري أمس بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق التابع لحزب البعث ”أن جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أمس أن الشعار ”ترأس اجتماعا في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة، ووجه الشعار رسالة إلى كل من يحمل السلاح ”بالعودة إلى رشدهم” داعيا إياهم إلى ”إدراك أنهم ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم”، وأضاف ”إن وجود بعض الثغرات يجب ألا تكون مبررا لأى أحد كي يبيع نفسه إلى خارج الحدود ونحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له”. وأكد الشعار الذي أصيب في انفجار مبنى الأمن القومي أنه عاد إلى عمله ”بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن”. وأشار ”إننا قبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا”. من جهته، قال عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، إن محادثات ستجرى في غضون أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية لتحل محل حكومة بشار الأسد في الوقت المناسب. وأوضح سيدا في تصريحات له، أمس، نقلتها وكالة رويترز الإخبارية، إن هذه الحكومة ستتولى إدارة شؤون البلاد في الفترة ما بين الإطاحة بالأسد وحتى إجراء انتخابات ديمقراطية. وسيكون أغلب أعضاء هذه الحكومة من المعارضة، لكن سيدا أشار إلى احتمال مشاركة أعضاء من حكومة الأسد الحالية فيها أيضا. وقال سيدا في مقابله له مع شبكة ”سكاي نيوز” العربية، إن هذه الحكومة يجب أن تتشكل قبل سقوط الأسد حتى يمكن أن تقدم نفسها كبديل للمرحلة القادمة. وتابع قائلا ”إن اللجان التى تم تكوينها لديها جداول أعمال خاصة بها، ويجب أن يتم الانتهاء من هذا الأمر في غضون أسابيع. ورأى المعارض السوري خلال المقابلة، أن هناك بعض العناصر في النظام الحالي أيديها ليست ملطخة بالدماء، ولم تكن جزءا من قضايا الفساد الكبرى، وسنناقش مسألة إشراكهم في الحكومة الجديدة مع الأحزاب الأخرى، لكن يجب أن يكون هناك توافق وطني لقبولهم، إلا أن رويترز تحدثت عن الانتقادات الموجهة لشرعية المجلس الوطني السوري والتي ربما تعقد من جهوده لتشكيل حكومة انتقالية، فهو يؤيد بوضوح ”الجيش السوري الحر”، على الرغم من أنه لم يكن يؤيده علنا في الماضي. كما أن المجلس اضطر في بعض الأحيان إلى النضال للتغلب على الانقسامات الداخلية، ووجهت انتقادات إلى تلك المنظمة الموجودة في إسطنبول بأنها خاضعة لتركيا ولا تمثل المعارضة بشكل كامل، بينما دعا قائد المجلس العسكرى لمدينة حلب فى ”الجيش السوري الحر” العقيد عبد الجبار العكيدي الغرب إلى إنشاء ”منطقة حظر جوي” في سوريا، مشددا على أن مدينة حلب ستكون ”مقبرة لدبابات” الجيش النظامي. وقال العكيدي في مقابلة مع مراسل ”فرانس برس” شمال سوريا: ”نقول للغرب أصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة إلى منطقة عازلة بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام”. وتطرق إلى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على أن ”أي حارة أو أي حي ستدخل الدبابات التابعة لجيش النظام إليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات”. هذا حثّت الإدارة الأمريكية المعارضة السورية على الامتناع عن تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للنظام الحاكم بشكل كامل لتفادي وضع مماثل للوضع في العراق في حال مقتل الرئيس بشار الأسد أو إجباره على التخلي عن السلطة. وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للأسد في حال قتل أو أجبر على التخلي عن السلطة، لأن المسؤولين الأمريكيين يريدون تفادي وضعا مشابها للوضع في العراق الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003.