يكثر البعض في شهر رمضان من النوم أكثر مما ألفوه من قبل، وكثيرا ما تجدهم نائمين في النهار منذ طلوعه إلى غاية الأذان، أي ما يعادل 10 ساعات أو أكثر دون مبالاة، بل ويعتبرون ذلك أمرا طبيعيا، متجاهلين تماما ما قد يترتب عن هذا السلوك من أضرار وأمراض وأحيانا قد يسبب الوفاة. الإنسان بحاجة إلى النوم، لكن ليس كل هذه المدة، حيث أثبتت عدة أبحاث ومختلف الدراسات، أن الإكثار من النوم قد يؤدي عند الكثيرين إلى التعرض لأمراض القلب والسكتة القلبية والذبحة الصدرية، إلى جانب انسداد الأوعية والشرايين الدموية وتراجع الدورة الدموية، مع اضطرابات في مختلف وظائف الجسم كالهضم وإتلاف الغدد، وحتى اضطراب النوم نفسه، لأن الجسم قد تعوّد على النوم في الليل، وليس في النهار، وأن الإفراط في النوم وتجاوز المدة الضرورية التي تعادل 6 إلى 8 ساعات على الأكثر، هو سبب الأعراض والأمراض المذكورة. كما أن النوم في النهار بدلا من الليل لا يناسب طبيعة الجسم، لأن الجسم وباقي الأعضاء مؤهل للنوم في الليل والنشاط والعمل في النهار وليس العكس. نفس الشيء بالنسبة للنقص في النوم، الذي تتعرض له شريحة أخرى من الصائمين الذين يفضلون السهر على النوم طوال شهر رمضان، وينهضون كل صباح متعبين ومرهقين يؤدون عملهم بصعوبة كبيرة، ويقضون نهارهم كله في قلق، وقد يتضرر الجسم بهذا النقص في النوم، إذ يؤدي إلى الإصابة بالسكري وارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع نسبة الدهون في الدم.