تلاحق مصالح الأمن الجزائرية عصابة دولية، تعمل على نقل عملات مزوّرة من شرق أوروبا عبر تركيا وليبيا إلى المغرب والجزائر، ويعتقد بأن العصابة المسؤولة عن تهريب العملات المزوّرة لها صلة باختفاء تاجر عملة من غرداية يدعى ''ع. ب''، انقطعت أخباره منذ شهر ماي الماضي. تعمل مصالح الأمن في الجزائر ودول غربية على ملاحقة عصابة تزوير عملات أجنبية بتقنية عالية، تضم مغاربة وجزائريين وأشخاص من روسيا على الأغلب، ويجري حاليا فحص كمية من الأوراق النقدية من العملة الأوروبية الموحدة في مخابر تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني في العاصمة. وتتميز النقود المزوّرة المحجوزة بصعوبة كشفها من قبل الناس العاديين، وحتى بعض الخبراء. وقال مصدر على صلة بالتحقيق، إن مصالح الأمن تمكنت من إحباط محاولة لإغراق سوق العملة الصعبة السوداء في الجنوب الجزائري بكمية كبيرة من عملتي الدولار والأورو المزوّرة، استقدمتها عصابة تتكون من مغاربة وجزائريين، بعد أن أوقف الأمن خلال الأسابيع الماضية رعية مغربية وآخر جزائري وبحوزتهم 20 ألف دولار و14 ألف أورو مزوّرة. ويعتقد المحققون بأن كمية كبيرة أخرى تمكن مروّجو العملات المزوّرة من بيعها لجزائريين اضطروا لإتلافها خوفا من المساءلة. ويحتاج كشف هذه النقود لآلات الكشف الموجودة في البنوك، وتعجز العين المجردة عن كشفها في أغلب الحالات. وقالت مصادرنا إن مصالح الأمن استرجعت، في إطار التحقيق بولايتي إليزي وتمنراست في الأسابيع الأخيرة، 820 ورقة نقدية من فئتي 50 و100 أورو، ومن فئة 100 دولار لدى المتهمين الموقوفين. ويواصل الدرك والأمن، حسب مصادرنا، تحقيقاته وملاحقة مشتبه فيهم من جنسية مغربية. وقال الموقوفان إن شريكا لهما يوجد في غرب ليبيا، ويعتقد بأنه من جنسية روسية. كما تشير مصادرنا إلى أن مصالح الأمن والدرك في كل من تمنراست، غرداية وورفلة أوقفت، خلال الأشهر الماضية، مروّجي عملات أجنبية من جنسيات إفريقية دون التوصل إلى الرؤوس الكبيرة التي يعتقد أنها موجودة خارج الحدود. وتعمل العصابة الدولية على ترويج العملات المزوّرة التي يتم تهريبها، على الأغلب، عبر روسيا وتركيا ثم ليبيا، باستغلال علاقة بعض الأجانب من جنسيات مغاربية وإفريقية بتجار عملة جزائريين يعملون في السوق السوداء. ويعتقد المحققون بوجود علاقة بين اعتداءات تكرّر وقوعها قبل اليوم في ولاية تمنراست بين مهاجرين أفارقة وجزائريين، وعمليات ترويج النقود المزوّرة. وتعمل العصابة المكونة من عدة جنسيات، حسب مصادرنا، على نقل أموال مزوّرة بالدولار والأورو من تركيا وليبيا، وتحويلها إلى الدينار الجزائري في مدن الجنوب، ثم شراء نقود أجنبية سليمة من السوق الجزائري، أو شراء سيارات من سوق السيارات الأجنبية المستعملة في مدينة تمنراست. وتشير تحريات الدرك إلى وجود عصابة دولية كبرى وراء مروّجي النقود المزوّرة المغاربة الجزائريين والأفارقة الذين يجري التحقيق معهم في تمنراست وغرداية، ويعتقد بأن مسؤولي هذه العصابة الكبرى يوجدون في روسيا أو أوكرانيا على الأرجح.