ألقت مصالح الأمن المختصة القبض على عنصر خطير ضمن شبكة دولية لتهريب العملة، تمكنت من إدخال حاوية محملة بأوراق نقدية بالعملة الصعبة والعملة الوطنية تم طبعها في مطبعة جد متطورة بالصين الشعبية، وتواصل مصالح الأمن تحرياتها لإلقاء القبض على هذه العصابة الخطيرة التي كادت أن تغرق السوق الوطني بما يعرف ب ''الدولارات الفائقة''· وأكدت مصادرنا أن العصابة قامت بترويج حوالي 20 مليار سنتيم و40 مليون دولار مزورة بولاية سطيف التي وصلت إليها الحاوية المحملة بهذه العملات، وقد تم الكشف عنها من طرف مصالح بنك الجزائر التي أخطرت مصالح الأمن المختصة قبل شهرين، والتي شرعت في التحقيق في هذه القضية، ورجحت مصادرنا أن هذه النقود تم حملها بواسطة حاوية تجارية عبر ميناء الجزائر ووصلت إلى ولاية سطيف التي تعرف بأكبر تجمع تجاري على المستوى الوطني، وتتضمن العملات دولارات ودينارات مزورة، في حين لم تتضمن عملة الأورو لأن أغلب العصابات المتخصصة في تزوير العملة فشلت في تقليد عملة الأورو بسبب التقنيات العالية المستعملة في تصنيع هذا النوع من الأوراق النقدية· وقد قادت التحريات إلى توقيف عنصر خطير من الشبكة، وهو صاحب الحاوية أو المتعامل الاقتصادي الذي استورد البضاعة الممثلة في الأوراق النقدية التي كانت على شكل حزم داخل الحاوية، فيما تجري الأبحاث لتوقيف أربعة أشخاص آخرين يوجدون في حالة فرار· وقد تبين من خلال مراقبة عينة من النقود من فئة 500 و1000 دينار الجزائري و 100 وألف دولار أنها مزورة، وأن العشرات منها تم توزيعها في السوق، وتكون بعضها قد تم تحويلها إلى الخارج من طرف بعض الأشخاص الذين يحاولون شراء عقارات بالخارج، في حين أن جزءا من هذه النقود أودعت في وكالات بنكية عبر ولايات في الجنوب بالتحديد في ولاية تمنراست، سطيف ووهران في حسابات المشتبه فيهم، ليتم سحبها فيما بعد، قصد الحصول على أوراق نقدية سليمة· وليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن عصابة لتزوير العملة عن طريق دولة أجنبية، فقبل ستة أشهر، كشفت مصالح الأمن الفرنسية عن شبكة مختصة في تزوير الدينار الجزائري بمدينة مارسيليا تمتد إلى الجزائر، وقد طلبت السلطات القضائية الفرنسية طلب إنابة قضائية من نظيرتها في الجزائر قصد الحصول على معلومات دقيقة عن امتدادات الشبكة الفرنسية، كما سبق لعصابة أخرى أن قامت بإدخال مبالغ معتبرة من ''الدولارات الفائقة'' أو المزورة، وقد دخلت عن طريق حاوية قادمة أيضا من الصين، ما يعزز الطرح بأن ثمة تواطؤ من طرف عناصر صينية في تزوير العملة وإغراق السوق الوطنية بها·