تختلف المدرسة القرآنية لمسجد صلاح الدين الأيوبي بحي بوعقال الشعبي وسط مدينة باتنة، عن بقية المدارس، بأنّها قطب مهم ومنارة للعلم والمعرفة على مستوى الولاية، فهي تتربَّع على مساحة تقدّر ب150متر مربع، فتحت أبوابها في ديسمبر من سنة 2005 بإشراف من وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله. المدرسة تعتمد على نظام خارجي يشتمل على تحفيظ القرآن للكبار والصغار ويتم بها تدريس المواد الشّرعية، كما أنّها تخصّص في كلّ سنة جانبًا لإعطاء دروس التّقوية للمقبلين على شهادتي البكالوريا والأهلية، وهذا بإشراف من إمام المسجد الشيخ مسعود بلبيضة، وبمشاركة من 18 أستاذًا مؤطّرًا من الجنسين، غالبيتهم من المتطوّعين، في الوقت الذي يوجد البعض منهم من العاملين بعقود ما قبل التشغيل، يقدّمون دروسًا لمائتي متمدرس موزّعين على عدد من الأفواج، منها الأفواج أو الأقسام النموذجية وهم أولئك الذين يدرسون يوميًا، حيث يصل عددهم إلى 25 طالبة، أمّا الأقسام التحضيرية وهي تلك التي يكون فيها السن أقل من سن التمدرس وعددهم يصل إلى 170 طالب مقسّم على ستة أفواج، فتخضع لبرنامج لمدّة خمسة أيّام في الأسبوع. في حين أن أفواج محو الأمية وأحكام الترتيل والتعليم القٍرآني، فهي تعرف في كلّ سنة ارتفاعًا في عدد المسجّلين بما فيها العنصر النسوي، حيث وصل عدد المتخرّجات من المدرسة في المدة الأخيرة إلى 20 طالبة حافظة لكتاب الله، أغلبهنّ يشرفن على تأطير المدارس القٍرآنية الموزّعة على مستوى وسط المدينة. وتحوز المدرسة على قسم للإعلام الآلي مجهّز بكامله ومكتبة ثرية بها 3000 عنوان، يستفيد منها المتمدرسون. أمّا فيما يتعلّق بالجوائز التي حصدتها المدرسة منذ نشأتها، فهي فوزها لمرّتين بالمرتبة الأولى في المسابقات الولائية التي تنظّمها مديرية الشؤون الدينية، كما احتضنت سنة 2010 و2011 فعاليات مسابقة فرسان القرآن.