أساتذة وأولياء: الدخول المدرسي يهدد حياة عشرات الآلاف من التلاميذ اعتبر العديد من الأولياء والأخصائيين التربويين والأساتذة تاريخ الدخول المدرسي المقرر يوم 9 سبتمبر الجاري مغامرة حقيقية، في ضوء تزامن موعد الدخول مع درجات حرارة قياسية في مناطق الجنوب هذه الأيام تصل سقف 50 درجة مئوية. حذّر السيد منّاد بغدادي، منسق النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي بالجنوب الكبير، في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، من عواقب قرار وزارة التربية الوطنية تحديد تاريخ الدخول المدرسي بالنسبة لولايات الجنوب في نفس موعد الدخول المقرر في الشمال، بالرغم من الفارق الكبير في العوامل المناخية، وبشكل خاص هذه السنة، باعتبار أن درجات الحرارة لا تنخفض في الأيام الأخيرة عن 50 درجة مئوية، ما من شأنه تعريض حياة التلاميذ إلى مخاطر حقيقية وعلى رأسهم تلاميذ الطور الابتدائي. ودعا ذات المتحدث الوزارة الوصية إلى ضرورة تدارك الوضع بشكل مستعجل من أجل تحصين حياة التلاميذ، خاصة في بعض الولايات التي تشهد حرارة جهنمية في الأوقات المحددة للدراسة على غرار أدرار وإليزي وورفلة وتمنراست وبرج باجي مختار، وغيرها من ولايات الجنوب الكبير، وذلك من خلال تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية بداية شهر أكتوبر الذي تبدأ فيه درجات الحرارة في الانخفاض النسبي، مضيفا بأن ''هذا المطلب ليس بدعة غير مسبوقة بل كان أمرا واقعا تُجسده الجهات الوصية في السنوات الماضية، حرصا على سلامة المتمدرسين من ضربات الشمس، والإغماءات المحتملة، وضيق التنفس الناجم عن الحرارة الملتهبة''. وحسب ذات المتحدث، فإنه حان الوقت لأن تتخذ وزارة التربية الوطنية إجراءات استثنائية بالنسبة لولايات الجنوب تنتهي بإقرار معاملة خاصة بالنسبة للمتمدرسين في محورها، وتسمح بتحسين نتائج هذه الولايات التي أصبحت تتذيل الترتيب الوطني في كل المسابقات والامتحانات، مضيفا بأن ''أسباب تراجع النتائج واضحة، وحلولها أوضح، إذ من غير المعقول أن نُطالب تلاميذ يُمتحنون في البكالوريا تحت حرارة تُناهز الخمسين درجة مئوية نفس النتائج التي يتحصل عليها نظراؤهم ممّن يُمتحنون في درجات معتدلة تتراوح بين 25 و30 درجة مئوية''. وأعاب المتحدث على وزارة التربية الوطنية عدم اكتراثها بالمعاناة التي يتكبدها آلاف التلاميذ وأوليائهم من خلال ''تجاهلها للاقتراحات التي نُقدمها في كل مرة من أجل الصالح العام لأبنائنا، إذ أن تحسين النتائج مرتبط بضرورة تقليص رزنامة الدروس التي نصفها بالعقابية، ناهيك عن تحديد موعد خاص للموسم الدراسي لمنطقة الجنوب يُستهل ببداية أكتوبر على أن ينتهي أواخر شهر ماي على أقصى تقدير، عوض الدخول في سبتمبر وتأخير إقفال الموسم إلى غاية شهر جويلية مثلما هو جار حاليا''. وحتى الحلول التي اهتدت إليها الجهات القائمة لتخفيف الغبن عن التلاميذ من خلال تثبيت المكيفات الهوائية، أصبحت لا تُجدي نفعا في غالب الأحيان، في ضوء تحكم مديري التربية والمؤسسات في مواقيت تشغيل هذه المكيّفات، ناهيك عن عدم فاعليتها أحيانا في غياب مولدات كهربائية في المؤسسات تكفي لتشغيل كل المكيفات المثبتة في الأقسام جملة واحدة، علما أن بعض المؤسسات التربوية تفتقد أصلا لخدمات هذه المكيفات.