زوجات يقبلن مكرهات وأزواج يتحايلون على الأهل للزواج بمن يحبون قال الأستاذ سردوك إنه عايش عدة حالات مرت عبر أروقة المحاكم، حيث أكد أن العديد من النساء يخدعن من طرف أزواجهن ويفاجأن بزواجه الثاني خلال التثبيت، فيما تقبل أخريات مكرهات رغم رفضهن التوقيع ومنح الرخصة للزوج، أما بعضهن فلا يعلمن أبدا بالزواج الثاني. وفي شرح تفصيلي لهذه الحالات، قال محدثنا إن المدعو ''ع.ب'' مثل أمام المحكمة بغرض تثبيت زواجه من فتاة أبدت موافقتها، وأوضح بأن موكله وبعد إتمام الإجراءات تلقى وابلا من الإهانات من طرف زوجته التي علمت بالموضوع وأبدت غضبها الشديد، حيث حزمت حقائبها إلى منزل والديها، رغم أنها أم لأربعة أطفال، وقال إن موكله أبدى تمسكه بزوجته، وهو ما دفع الأخيرة إلى التخلي عن فكرة التطليق والعودة إلى منزل زوجها بشروط، أبرزها أن تكون صاحبة الأولوية وأن لا يؤثر زواجه على واجباته تجاه الأبناء، مؤكدة أن علاقتهما لن تعود إلى سابق عهدها. وفي حالة أخرى، قال المحامي إنه تحصل على قضية تطليق لامرأة قالت إن زوجها تزوج رغما عنها ورغم عدم موافقتها، حيث أكدت أن الزوج طرح عليها الموضوع وبعد رفضها أخبرها أنه سيتزوج في كل الأحوال، ويقوم بالإجراءات القانونية اللازمة لذلك دون الحاجة لتوقيعها، شاءت أم رفضت. وأوضح المحامي بأنها كانت واثقة من رغبتها في التطليق، إلا أنها تراجعت بعد مدة نظرا لنصائح العائلة التي أكدت رفضها للطلاق وشددت على الزوجة بضرورة بقائها في بيت الزوجية والحفاظ على حقوقها الكاملة. وقال محدثنا إن نظرة المجتمع تضع بعض الزوجات في مأزق، بين قبول الزوجة الثانية أو قبول لقب ''مطلقة'' والتخلي عن المنزل الذي شاركت في بنائه لسنوات، مؤكدا أن هذا الوضع يثبت أن تعديلات قانون الأسرة حملت ثغرات قانونية وتحايلا كبيرا على القانون، ما جعل منع التعدد أو إتاحته يؤدي إلى الوضع نفسه ''موسى الحاج الحاج موسى'' ولا يضفي أي جديد على حياة الأسر. وأضاف سردوك أنه شهد عدة حالات لأشخاص تزوجوا للمرة الثانية ولم يكشفوا بعد، ذلك أنهم اختاروا الزواج في ولايات بعيدة عن الولاية التي يقيمون بها، حيث يؤسس منزلا مستقلا، ويقوم بعد فترة من زواجه بالفاتحة بإجراءات التثبيت في محكمة الولاية الثانية، وهو ما يجعل احتمال معرفة الزوجة بالأمر ضعيفا جدا، خاصة أن المحكمة لا تطلب الزوجة الأولى خلال إجراءات التثبيت، كما لا تمنح دفترا عائليا مستقلا. وفي السياق، قالت فوزية من العاصمة إنها اضطرت لقبول الزواج من رجل متزوج مسبقا، ذلك أنها تعرفت عليه قبل زواجه، إلا أن تعصب والديه وإصرارهم على تزويجه من ابنة عمه في ولاية جيجل، جعل أمر زواجهما مستحيلا، وقالت إنه وعدها بالزواج منها مهما كلفه الأمر، وأخذ موافقتها على زواجه الأول لإرضاء والديه، حيث اتفقا على إتمام زواجهما بعد 6 أشهر من زواجه الأول، وهو ما تم، حسب محدثتنا التي أكدت أنها تعيش حاليا في بيت مستقل بالعاصمة، حياة طبيعية، نظرا لكون زوجها يعمل بالعاصمة منذ سنوات، ولا يزور منزل والديه إلا في فترة الاصطياف أو عيد الأضحى. وأكدت المتحدثة أنها وزوجها أخفيا موضوع زواجهما في البداية، لحوالي عامين، ثم قررا بعد إنجابهما المولود الأول زيارة الزوجة الأولى والوالدين لإخبارهم، ليتمكن ابنهما من التعرف على جديه. وعن ردة فعل الزوجة الأولى، أكدت فوزية أنها غضبت وتركت المنزل لفترة، ثم عادت بعد توسطات الأهل وسعي زوجها لإعادة ابنته وزوجته الأولى إلى المنزل. وقالت المتحدثة إنها لا تشعر بالاستياء من الوضع، كونها تعرف أن زوجها ''أحبها بجنون وأنها صاحبة الأولوية دائما، رغم كونها الثانية''.