الآن، فهمنا معنى الكلام الذي قاله الرئيس بوتفليقة في سطيف قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة، حين قال: ''أنا طاب جناني''.! فالرجل قال: إن جنانه طاب لأنه كان يفكر في ''سلال'' لقطف ثمار وغلال الجنان الذي طاب.! ولغباوتنا، حمّلنا كلام الرئيس أكثر مما يحتمل وأكثر من معناه، ورحنا نتفلسف عن حكاية رحيله وحكاية البحث عن خليفة له، وما إلى ذلك من خيال سياسي وغير سياسي.! وتمادى الرئيس في تحميد الواقع الحكومي أكثر من أربعة أشهر، ليعرف المزيد من الناس الذين راحوا يبيعون ويشترون في الجنان الذي طاب.! الأكيد أن الجنان الذي طاب وضع في مبرد كبير سنة أو سنتين، على الأقل، مع مجيء سلال لقطف الغلال... وهو الرجل الذي لا لون ولا طعم ولا رائحة سياسية له، وعنده قابلية عالية للتشكل العجيب مع الإناء الذي يوضع فيه.! وهو فوق هذا وذاك يحسن السباحة في المياه العذبة والراكدة على السواء.. ولهذا أسندت له مهمة المياه.! الرجل ظل لعشر سنوات نقطة التقاء بين علبة صناعة الرؤساء وبين الرئيس نفسه.! فقد عيّن، باتفاق الإثنين، ليكون قائد الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة مرتين... وهي مهمة لا تعطى لأي كان.! ما يشير إليه تعيين السلال على رأس الحكومة هو أحداث التغيير في إطار مواصلة ما هو قائم.. ومعنى هذا الكلام أن ما يتحدث عنه الشارع السياسي من خلافات حول فارس ,2014 لم يحسم بعد.. وتأجل النظر فيه إلى وقت لاحق.! والسلال بإمكانه أن ينجز أي مهمة توكل له من دون أن يكون له أي موقف معها أو ضدها.. وهي خاصية لا توجد في غيره. بقي أن نقول: إنه لا يصدق أي عاقل ما يقال من أن الأرندي والأفالان صدما بتعيين السلال.. فالأرندي لم يفقد أي شيء كان عنده بتعيين السلال، والأفالان هي أيضا تعرف أن فوزها كان بفضل الأصوات التي أعطاها إياها من عيّن السلال.! والأكيد أن القوة السياسية التي عيّنت السلال هي نفسها التي لا يمكنها حسم موضوع خليفة بوتفليقة في 2014 الآن.. وهي نفسها التي ستضع الحكومة، بوزرائها، في المنظور السلالي الهلامي السريع التشكل مع الوعاء الذي يوضع فيه.! فالقضية، إذن، هي تأجيل مشكلة وليس حلّ إشكال.! والأكيد أن تشكيل الحكومة القادمة سيكون صادما، رغم أن تعيين السلال لم يكن كذلك.! وعلينا أن ننتظر المفاجآت وربما الفجائع.!